الرئيس «الصالح» كان وما زال وسيظل صاحب الرؤية القومية الأصوب لتحقيق الوجود العربي الفاعل، والقادر على حل قضاياه في التحرير والأمن والاستقرار، والسلام، والنهضة، ورؤيته تأتي من وعي بالتاريخ العربي، وإدراك واستيعاب للجغرافيا العربية، فالوعي التاريخي للأخ الرئيس «صالح» شكل القناعات القومية التالية: 1 أن الأمن والاستقرار العربي خلال مراحل التاريخ المختلفة لم يتحقق إلا في ظل الدولة العربية الواحدة. 2 أن الازدهار العربي الشامل والرخاء الكامل لم يحدث إلا في فترات التوحد العربي. 3 أن الوطن العربي كل متكامل، وليس جزئياً قطرياً.. وأقصد بالأمن الأمن الحياتي والوطني والمعيشي. 4 أن الدور العربي الخير في إقرار الأمن والسلام الدوليين لم يظهر إلا في ظل دولة عربية واحدة قوية اقتصادياً وعسكرياً. 5 أن فترات الانقسام والتجزئة والقطرية هي فترات الذل والمهانة وتكالب المخاطر، وفقدان الأمن والسلام والاستقرار. 6 أن جغرافية الوطن العربي من حيث: أ أنه وحدة جغرافية واحدة متماسكة متكاملة. ب الموقع العالمي المتوسط والاستراتيجي سلماً وحرباً. ج أهمية الموقع بالنسبة للمواصلات بين الغرب والشرق جواً وبحراً وبراً. د أهميته النفطية كأكبر منتج للنفط وامتلاكه لأكبر مخزون نفطي، إضافة إلى الغاز والمعادن الأخرى، والتنوع في الثروة البرية والبحرية. من هذا الوعي والاستيعاب التاريخي والجغرافي للأمة العربية «الأرض والإنسان» تبلورت الرؤية القومية للأخ الرئيس «صالح» ووفقها تحددت المواقف والاتجاهات العربية للرئيس القائد والتي تتلخص في: أن المشروع العربي الوحدوي هو طريق الخلاص من الذل والمهانة والاستلاب لحريته وأرضه وسيادته واستقلاله وقراره، والمسلك الوحيد نحو التحرير والسياج والمصدر القوي ضد المخاطر والعدوان وإنجاز الأمن والاستقرار والسلام، وتجاوز التخلف والضعف الاقتصادي والسياسي، وفرض السلام العادل والشامل للصراع العربي مع العدو الصهيوني حسب قرارات الشرعية الدولية.. وتأكيداً على ذلك قال في آخر لقاء له مع «العربية الفضائية» إن ما يتعرض له الفلسطينيون واللبنانيون من عدوان صهيوني ليس إلا نتيجة للضعف العربي وعدم العمل باتفاقية الدفاع العربي المشترك.. ولا ندري إلى متى يصم العرب آذانهم عن الرؤى العربية الصائبة؟!