منذ توليكم فخامة الرئىس لسدة الحكم في عام 1978م بأغلبية أصوات مجلس النواب آنذاك وكل متابعيك يعلمون اتجاهاتك وتحمسك القومي، ومدى توقك وتلهفك للمشروع العربي النهضوي وانجازه، ومواقفك شاهدة على ذلك، ومشاريعك القومية توثق لك، وكلنا يعلم أنك ماتركت مناسبة، ولافعالية وطنية أو اقليمية، أو عربية إلا وأكدت وشددت في دعواتك إلى أهمية التضامن العربي، وأهمية الوحدة العربية، وأهمية الشراكة العربية، وتشبيك المصالح العربية العربية.. ايماناً منك بأن العرب وأمنهم وتحرير أرضهم واستقلالهم وسيادتهم لاتتحقق قطرياً.. فكل قطر عربي منفرد عرضة للاستلاب، والاستغلال، والضعف، وانتهاك سيادته، واستقلاله وقراره، وعرضة للنهب والابتزاز، والاستضعاف من قبل القوى الطامعة وذراعها العسكرية الصهيونية المتقدمة.. وكل قناعاتك القومية أنت على حق فيها، وأنت مخلص، ووفي لها.. لأنها قناعات موضوعية، وعقلانية تؤكدها الجغرافيا والتاريخ، والجغرافيا السياسية«جيوبوليتك» وتصدقها الحال العربية الكائنة، وما تعانيه من مهانة وذل واستلاب، وجبن، وضعف تجاه ما تتعرض له من عدوان سافر ومستمر من العدو الصهيوني، وتجاه الدعم والمساندة والتشجيع والانحياز الكامل من الغرب الأوروبي والأمريكي، وتآمر الجميع على السودان ،والعراق والصومال وسوريا، ولبنان، وعلى المقاومة العربية. إن رؤيتك فخامة الرئىس هي الصائبة ، بل الأصوب لإقامة الوجود العربي الفاعل والمؤثر والقوي، والقادر على التحرير والتحول والتغيير، واحداث النهضة.. لكن النظام العربي القائم، والذي تعول عليه، وتعتقد به مازال مُحْبَطاً، وفكره السياسي، ورؤاه أضيق، وأقصر مما تفكر فيه. إنك يافخامة الرئىس تتجاوز بتفكيرك ورؤيتك عقول الجميع إلا النادر جداً جداً من يوافقك ويستوعب بُعد نظرك.. هذا الواقع العربي، أوالنظام العربي مازال يعيش في حدود الشخصية الأنانية والأسرية، والعائلية، والعشائرية، وأكثرهم بعد نظر من يحمل عقلية القبيلة.. إن عقلية النظام العربي وتفكيره، وسياسته لاتتعدى عقلية«داحس والغبراء» وذبيان وعبس» فهذا عزاؤك، وقدرك أن توجد عربياً قومياً.. في وسط محدود الرؤية، والفكر، أحسنهم لاتتجاوز رؤيته وفكره القطر الذي يحكمه،وكيف يستمر في حكمه.. ولايهم كيف يستمر.. فالمهم أن يستمر ولو بدعم واسناد وحماية الأجنبي، وعلى حساب السيادة والاستقلال والكرامة والعزة والعروبة والعقيدة. إنها خواطر بعثتها في النفس القمة العربية في الدوحة يوم 30مارس، والتي أغفلت وأهملت ضعفاً وذلاً وجبناً وضع المبادرة المقدمة من اليمن لتفعيل العمل العربي المشترك رغم أن النظام العربي أحوج مايكون إليها إن كان عربياً حراً فعلاً، لكن لا أعتقد ذلك، وأنت تعلم أن معظم مكونات النظام العربي أعجز من أن تناقش المبادرة اليمنية.. لأنهم ليسوا اليمن ولاجميعهم «علي عبدالله صالح» وكل ما أريده هو ألا تُحبط فخامة الرئىس.. واصل نضالك القومي، ولابد مايبزغ الفجر والصبح من ظلمة الليل العربي، ولن يغمطك التاريخ العربي حقك حين يكتبه قلم حر منصف علمي موضوعي