كما سبق الحديث عن العلاقات اليمنية السورية الأخوية التي تقوم على أسس بعيدة النظر من القواعد القومية التي تؤكد أن العرب هدف للأطماع الأجنبية .. وأمنهم واستقرارهم وتطورهم ونهوضهم لايقوم ولا يتحقق قطرياً .. لأن الأمن والاستقرار العربي واحد ، وتطور ونهوض العرب في توحدهم ، أو تكاملهم .. هذه الرؤية القومية تتشاركها اليمن وسوريا ممثلتين في قيادتيهما السياسيتين برئاسة الدكتور بشار الأسد ، وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، اللذين يحملان هموم العروبة استقلالاً وسيادة وتحرراً ونهوضاً وتطوراً. وحين نراجع المواقف اليمنية القومية تجاه الكثير من القضايا العربية والمشاريع العربية التي قدمتها اليمن لإصلاح حال النظام العربي كانت ومازالت تلتقي مع وجهات النظر السورية ، والتي دعمت وساندت الكثير من أطروحات اليمن أثناء الفعاليات العربية «القمة» والأدنى من «القمة» إنها مواقف مبدئية بين القطرين الشقيقين ثابتة لاتتغير وهو ما يجعل دوماً وأبداً المواقف اليمنية السورية تلتقي مع بعضها عند كل القضايا والأحداث العربية ، وآخرها مواقف اليمن من المصالحة الوطنية الفلسطينية ومبادرات اليمن ، وكذا الانتصار لغزة ضد العدوان الصهيوني ، وما بعد العدوان ، جنباً إلى جنب مع المصالحة العربية ، وتوحيد الصف العربي ، وحق المقاومة ضد المحتل .. وهي قضايا كانت محل بحث بين الزعيمين أثناء زيارة فخامة رئيس الجمهورية لدمشق في 23/2/2009م .. حيث أكد الرئيسان تطابق وجهات النظر اليمنية السورية حول العديد من القضايا العربية خاصة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية كأساس للسلام .. لأنه لا يمكن أن تجمع الدولة الصهيونية الطارئة بين الأرض والسلام. وإذا كانت هذه هي علاقة الرئيسين ومواقفهما .. فذلك إنما يعكس إرادة الشعبين الشقيقين «اليمني والسوري» مما يجعلهما يلتفان حول قيادتيهما في مواجهة التحديات المحمومة والشرسة التي يتعرض لها كلا القطرين الشقيقين كقطرين مقاومين ممانعين مناهضين للتدجين والاستسلام والالحاق والظلم ، والقهر من قبل الطاغوت العالمي الجديد.