ما أروع صمودك يا شعب لبنان البطل!، وما أجبر تصديك وما أجمل صبرك في الشدائد واللحظات الحالكة السواد. إن ما جرى في قانا يؤكد بالملموس أن هذا العدو الهمجي لا يعرف ولا يفهم إلا لغة القتل والموت والدمار والاستقواء والاستعلاء على دماء البشر، والتغني بالانتصارات المزعومة التي تصور أنه حققها ولكن آن له ذلك، وهيهات هيهات أن تعود أسطورة الجيش الذي لا يقهر بعد أن سحقتها أحذية جند المقاومة اللبنانية الباسلة. إن المواجهات الحامية الوطيس التي جرت وتجرى بين جيش العدو ومقاتلي حزب الله قد برهنت مدى ضعف وهشاشة هذا الجيش، وهو ما دفعه لقتل وحصد المواطنين الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء، والهدف من هذا كله واضح، حيث يريد العدو الصهيوني أن يحدث شرخاً بين الحكومة والشعب والمقاومة ولكن.. ماذا حدث؟ حدث أن هبّ الجميع هبّة رجل واحد يدافعون عن كرامتهم وعزتهم، وتمثل ذلك في موقف رئيس الدولة إميل لحود وحديثه الهام لوسائل الإعلام، كما تبدى ذلك في تصريح رئيس الحكومة السيد فؤاد السنيورة وقطعه بعدم مقابلة السيدة رايس قبل وقف إطلاق النار الفوري وتصريح السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب بإلغاء المبادرة التي أطلقها آنفا حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. تزامن هذا كله مع هيجان وغضب شعبي عام تجاه ما جرى، وفي ذات الوقت يقصف حزب الله بصواريخه شمال الكيان الصهيوني ويدير معارك عنيفة مع قوات الاحتلال في نفس المنطقة (المطلة و بنت جبيل وتلة مسعود). بمجموع ذلك يكون الموت والقصف قد وحّد القوى اللبنانية كافة وجذّر من مواقفها تجاه هذا العدوان الغاشم المنهزم بإذن الله، وصمود الشعب والمقاومة التي تسطر أشرس أنواع المواجهة والصمود والتحدي الذي لا مثيل له في تاريخ المنطقة العربية العتيدة. - نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين