دخل العدوان الإسرائيلي على لبنان يومه السادس عشر ، حيث تواصل آلة الدمار والخراب الاسرائيلية الحربية الامريكية الصنع استهدافها لحياة المدنيين العزل وللمنشأت الحيوية في بلد يتمسك شعبه بخيار المقاومة للاحتلال البغيض. وفي هذا الاطار واصل الطيران الحربي الاسرائيلي اليوم الخميس غاراته على شرق لبنان وجنوبه حيث أستشهد ستة لبنانيين ودمرت صواريخ الاحتلال للمرة الاولى مبنى من عشر طبقات وسط مدينة صور الساحلية في الجنوب اللبناني. وقد أستشهد ثلاثة أشخاص هما مدنيان وشرطي فجر اليوم الخميس داخل سياراتهم في سلسة غارات شنتها المقاتلات الاسرائيلية على طرق مختلفة في منطقة سهل البقاع المحاذية للحدود مع سوريا. وكان فلسطيني أستشهد مساء أمس الاربعاء في غارة اسرائيلية استهدفت شاحنة اماراتية تنقل ادوية الى لبنان وذلك بالقرب من الحدود السورية مع لبنان. وفي الجنوب اللبناني استهدف الطيران الاسرائيلي منزلا في بلدة كفرا الواقعة على بعد نحو 15 كلم جنوب شرق صور مما أدى الى استشهاد مدني وزوجته. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للانباء إن امرأة استشهدت اليوم الخميس في غارة اسرائيلية على قريتها رب ثلاثين الواقعة على بعد 13 كلم جنوب شرق صور وان صاروخا اصاب مباشرة منزلا من طبقة واحدة كانت بداخله. وجاءت هذه الغارات بعد يوم دام لجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي يحاول عبثا التقدم في منطقة بنت جبيل التي تقع جنوب-شرق صور. وقد اعترف جيش الاحتلال الاسرائيلي بمقتل تسعة من جنوده في كمين نصبه مقاتلو حزب الله لقافلة عسكرية عسكرية تتقدم نحو بنت جبيل في اكبر خسارة يتكبدها الاسرائيليون في يوم واحد منذ بدء العدوان الصهيوني على لبنان في 12 يوليو الجاري بذريعة خطف حزب الله جنديان اسرائيليان. فقد قتل ثمانية عسكريين صهاينة من كتيبة مشاة خاصة بينهم ثلاثة ضباط، واصيب 22 بجروح في المعارك التي دارت حول مدينة بنت جبيل معقل حزب الله في المنطقة الحدودية ، كما قتل عسكري تاسع واصيب ثلاثة بجروح في قطاع مارون الراس البلدة الاستراتيجية المشرفة على جنوب لبنان التي سيطرت عليها اسرائيل قبل ايام وتبعد 3 كلم عن بنت جبيل. وفي وسط مدينة صور واصلت فرق الدفاع المدني والصليب الاحمر خلال الليل رفع انقاض مبنى من عشر طبقات دمره القصف الاسرائيلي وادى الى اصابة 11 شخص بجروح كما افادت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام . وادى استهداف هذا المبنى الى حالة من الهلع بين اهالي المدينة التي تكدس فيها عشرات الاف النازحين من القرى الحدودية ، ويضم المبنى مكتب مسؤول حزب الله في جنوب لبنان الشيخ نبيل قاووق كما افادت الشرطة اللبنانية. وفي السياق ذاته تعرضت قرى لبنانية تقع الى جنوب صور لقصف من البوارج الاسرائيلية حيث طاول قصف البوارج الاسرائيلية مشارف الناقورة حيث المقر العام لقيادة قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان وقرى صديقين والمعلية والحنية. كما قصف الطيران الصهيوني المعادي منزلا مهجورا في بلدة البزالية شمال بعلبك الواقعة على بعد 90 كلم شمال شرق بيروت من دون وقوع اصابت. كما اغار الطيران الاسرائيلي الليلة الماضية على منطقة عمشيت على بعد 40 كلم الى شمال بيروت حيث توجد ثكنة للجيش اللبناني ، ولم يؤد القصف الذي استهدف وفق مصدر عسكري مركزا للاتصالات اللاسلكية في المنطقة الى وقوع ضحايا واقتصرت اضراره على حريق اندلع في الاحراش. واستهدفت الغارات الاسرائيلية كذلك قرى تقع قرب النبطية في جنوب لبنان واسفر القصف على مكتب لحركة امل الشيعية في قرية زفتا عن استشهاد شخص واصابة اخر بجروح. واسفر القصف الاسرائيلي على بلدة الخيام الحدودية في جنوب لبنان عن مقتل أربعة مراقبين دوليين أمس الأول . وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية في اليوم السادس عشر للعدوان الاسرائيلي على لبنان الى 412 شهيدا بينهم 29 عسكريا وشرطيا لبنانيا. كما نعى حزب الله 28 من مقاتليه بينهم مسعفان في حين نعت حركة امل ستة من مقاتليها وناشطيها. وخلال الفترة نفسها قتل اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة واصيب خامس. وفي المقابل ورغم ضراوة الهجمات الاسرائيلية اعتبر حزب الله بان هذه "آخر الحروب التي تشنها اسرائيل". واعتبر الرجل الثاني في الحزب الشيخ نعيم قاسم في حديث نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية الصادرة اليوم الخميس ان "الانتصار الحقيقي يتمثل بامرين أولهما منع الاميركيين من استخدام لبنان معبرا الى شرق اوسطهم الجديد، وثانيهما ابقاءاسرائيل تحت النار ومنعها من المساس بقوة المقاومة وسلاحها. ولخص قاسم تكتيك المقاومة الوطنية اللبنانية في مواجهة جيش الاحتلال الاسرائيلي بقوله "مهمتنا ليس الوقوف سدا امام اي تقدم للعدو بل تكبيده اكبر خسائر ممكنة لردعه عن خطته وتقليصها الى الحد العدواني الادنى". من جهة أخرى أعلن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شريط بثته قناة الجزيرة الفضائية اليوم الخميس ان التنظيم لا يمكن ان يرى كل القذائف تصب حممها على الفلسطينين واللبنانيين وهو ساكت خانع. واكد الظواهري ان "كل من شارك في هذه الجريمة عليه ان يدفع الثمن" .. داعيا المسلمين الى ان يهبوا ويطلبوا الشهادة حسب قوله. وقال الظواهري "أثبتت الاحداث الخطيرة التي تجري في غزة ولبنان لكل عاقل أن الحرب الصليبية الصهيونية لا ترقب فينا إلا ولا ذمة، فعشرة آلاف أسير في سجون إسرائيل لم يهتز لهم أحد أما ثلاثة جنود إسرائيليين فقامت الدنيا لهم ولم تقعد". وأضاف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أن "الحرب مع إسرائيل ليست متوقفة على معاهدة ولا اتفاق وقف إطلاق نار ولا اتفاقية سايكس بيكو ولا عصبية ولا حدود متنازع عليها ولكنها جهاد في سبيل الله حتى يكون الدين كله لله، جهاد يسعى لتحرير فلسطين .. كل فلسطين" . على حد قوله . وهدد الظواهري بأن تنظيم القاعدة لن يسكت على ما يجري في فلسطين ولبنان. وقال "كل الدنيا ميدان مفتوح لنا فكما يهاجموننا في كل مكان نهاجمهم في كل مكان ، وكما تكالبت جموعهم على حربنا تجتمع أمتنا على حربهم". وفي نطاق الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على لبنان شن طيران العدو الاسرائيلي منذ صباح اليوم الخميس أكثر من خمسين غارة جوية شملت بلدات ومرتفعات اقليم التفاح وبلدات عين بسوار وجباع وجرجوع وعرب صاليم وعين قانا والطرقات المؤدية إليها. وذكرت إذاعة النور اللبنانية اليوم ان الغارات المعادية استهدفت ايضا حراج هذه البلدات وطريق كفرسيلا جباع ومبنى مؤلفا من ثلاث طبقات في بلدة عرب صاليم أدت الى تدميره بالكامل وجرح ثلاثة مدنيين هم محمد ابراهيم فرحات وعباس حطاب وابنته كما أدت الى قطع الطريق المؤدي الى مدينة صيدا. كما تركزت الغارات الصهيونية على مثلث صربا رومين حومين عين قانا وشب حريق في المنطقة فيما شنت الطائرات المعادية غارتين ظهر اليوم على منطقة المقالع في بلدة الزرارية في الوقت الذي تحلق فيه الطائرات الحربية والاستطلاع بكثافة في المنطقة. من ناحية أخرى اعتقلت الاجهزة الامنية اللبنانية خمسين شخصا يشتبه بأنهم عملاء للاحتلال الاسرائيلي في الايام الاخيرة . وأشارت اذاعة النور اللبنانية الى أنه تم اعتقال 36 مشتبها في سهل البقاع الشرقي والجنوب .. موضحة أن أكثرهم كانوا أعضاء سابقين في ميلشيا العميل انطوان لحد. وأضافت أن الباقين اعتقلوا في بيروت وضواحيها وبذلك يرتفع عدد العملاء الذين تم اعتقالهم الى نحو سبعين شخصا منذ بداية العدوان الصهيوني على لبنان. وقد ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني اليوم الخميس المزيد من المجازر الجماعية بحق الابرياء اللبنانيين. فقد اسفرت الغارات الجوية الاسرائيلية التي تنقلت ما بين الجنوب والبقاع اليوم عن استشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين اللبنانيين. وسجلت تقارير الشرطة استشهاد 4 اشخاص واصابة 12 اخرين . واستهدفت الغارات الجوية الاسرائيلية السيارات المدنية والشاحنات على مختلف الطرقات لاسيما في الجنوب والبقاع ودمرت العديد منها. واغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية على مبنى في بلدة عين بوسوار باقليم التفاح ودمرته ، كما دمرت منزلاً آخر في بلدة عربصاليم المجاورة ودفنت تحته عددا من اللبنانيين . وقصف الطيران الاسرائيلي المعادي محال تجارية ومؤسسات غذائية في عربصاليم مما ادى الى استشهاد سبعة لبنانيين على الاقل ، وقد نقل الى مستشفيات البقاع سائق شاحنة مجهول الهوية تفحمت جثته داخلها نتيجة العدوان الاسرائيلي . وتتواصل عمليات رفع الانقاض من مبنى مكون من 12 طبقة في مدينة صور بحثاً عن عشرات الشهداء الذين كانوا بداخله بعد ان دمرته الطائرات الاسرائيلية. وسياسيا دافعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عن إصرار إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش على التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في لبنان خلال اجتماعها مع نظرائها من أكثر من 20 دولة من دول آسيا والمحيط الهادي اليوم الخميس. وأوضحت رايس التي وصلت في وقت سابق اليوم الخميس إلى العاصمة الماليزية كوالا لمبور لحضور اجتماع أمني إقليمي مهم أن محادثات وقف إطلاق النار لن تصل إلى نتيجة سهلة أو سريعة. وقالت رايس مؤكدة رفض الولاياتالمتحدة وقف إطلاق نار فوري في لبنان "بوضوح إنني راغبة ومستعدة للعودة إلى الشرق الاوسط في أي وقت .. أعتقد أن بامكاننا التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام يمكن أن ينهي أعمال العنف". وأضافت رايس أن ثمة حاجة إلى أن تسيطر الحكومة اللبنانية على جميع القوى وكافة الاسلحة في بيروت في إشارة منها إلى سلاح المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله. على صعيد أخر دعت المعارضة الاسرائيلية مايسمى بالمجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر الى عدم اتخاذ قرار بالزج بمزيد من القوات الاسرائيلية الى الاراضي اللبنانية. ونقل راديو الاحتلال اليوم عن النائبة من كتلة ميرتس المعارضة زهافا غلؤون تخوفها من ان تكلف هذه الخطوة اسرائيل ثمنا باهظا. من جهته قال ضابط احتياطي في جيش الاحتلال الاسرائيلي هو الكولونيل ران كوهين في تصريح مماثل إن "الحرب تجرنا من أنوفنا الى الغوص عميقا في الوحل اللبناني". وتقول مصادر اسرائيلية ان هناك تباينات في الحكومة الاسرائيلية حول أساليب استمرار العمليات العدوانية العسكرية الاسرائيلية في لبنان في ضوء تزايد الاصابات حيث اعترف العدو بفقده يوم امس الاربعاء تسعة من جنوده بينهم اربعة ضباط فيما أصيب22 اخرون على الاقل ولم يتمكن حتى الان من وقف الهجمات الصاروخية على مدن وبلدات الشمال التى أودت بحياة 18 إسرائيليا. واضافت تلك المصادر ان خطة اقامة منطقة عازلة بعمق كيلومترين تقريبا تثير المخاوف من الذكريات المريرة التي سبق أن عانت منها اسرائيل عندما أقامت تلك المنطقة واحتلت الجنوب اللبناني طوال 18 عاما والتي انتهت في العام 2000 بعد أن تنامى الغضب الشعبي الاسرائيلي من الارتفاع في حجم الخسائر بين قوات الجيش وهناك مخاوف جديدة من الانجرار الى مستنقع الحرب عبر الحدود الشمالية0 بالمقابل يطالب صقور يمينيون بوضع استراتيجة أكثر قسوة والبدء بهجوم جوي ساحق وكذلك بواسطة البوارج الحربية وارسال القوات البرية في مرحلة لاحقة0 وبموازة ذلك قال الجنرال المتقاعد والعضو في حزب العمل الاسرائيلي دان ياتوم في تصريح لراديو الاحتلال اليوم ان الاهداف الاولية للعملية العسكرية كانت تتسم بالمبالغة وأن الحكومة الاسرائيلية تدرك الان أن مسح حزب الله عن الوجود ليس أمرا واقعيا .. مؤكدا بهذا الصدد انه لن يتحقق النصر لهذه الحملة بالضربة القاضية وانما بالنقاط. وفي بيروت صرح الرئيس اللبناني أميل لحود اليوم الخميس إن حزب الله الذي يخوض معارك ضد إسرائيل بجنوب البلاد ليس ضعيفاً وأنه يستطيع مواصلة المعارك لوقت طويل. وفي تصريحات صحفية له نشرت اليوم قلل لحود من تأثير سوريا وإيران على حزب الله كما تقول المزاعم الامريكية والاسرائيلية بهذا الصدد .. مؤكداً أن حزب الله يعد ممثلا لبنانياً خالصاً وأن محاربيه هم لبنانيون ويحاربون من أجل الحقوق اللبنانية دون السورية أو الايرانية. وقال لحود إن نشر أي قوات دولية بجنوب لبنان يجب أن يتم بالاتفاق مع اللبنانيين وفى حالة غير ذلك ستخيم على البلاد ظلال حرب أهلية وهو ما سيكون أسوأ من الهجمات الخارجية للاسرائيليين. كما أكد الرئيس اللبناني أن العدوان الاسرائيلي الحالي على بلاده كان مخططاً له منذ عام 2000 وأن الجنود الاسرائيليين الذين أسرهم مقاتلو حزب الله لم يكونوا إلا ذريعة لهذا العدوان. وقال لحود أيضا إن إسرائيل تخشى من منافسة جيرانها في الشمال فعندما تزدهر لبنان وتكون في لحظة جيدة وقتها يمكنها منافسة إسرائيل وبالاخص في المجال الاقتصادي وهو السبب الرئيسي لفهم العدوان الاسرائيلي. إلى ذلك وافقت الحكومة الامنية الاسرائيلية في اجتماعها الذي عقدته اليوم الخميس على استدعاء مزيد من قوات الاحتياط . وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني ان حكومة ايهود أولمرت قررت بناء على توصية من هيئة الاركان استدعاء وحدات من الاحتياطي لتعزيز الامكانات العسكرية والقدرات على مواجهة حزب الله على جبهة لبنان. ولم يوضح البيان حجم ولا عدد القوات التي سيتم استدعاؤها. وردا على الاعتداءات الصهيونية المستمرة على لبنان أطلقت المقاومة الوطنية اللبنانية اليوم أكثر من 125 صاروخا على البلدات والمستعمرات الاسرائيلية في شمال فلسطينالمحتلة مما أسفر عن إصابة العشرات. وسقطت صواريخ المقاومة على صفد وطبرية وعكا ونهاريا ومستعمرة كرمئيل ومدينة حيفا التي سقط فيها صاروخ كاتيوشا قرب سيارة، مما أدى إلى إصابة سائقها. هذا في حين وصف جنود إسرائيليون شدة المعارك التي دارت بينهم وبين مقاتلي حزب الله في قرية بنت جبيل بجنوب لبنان خلال الساعات الماضية والتي انتهت بمقتل 9 منهم وإصابة 22 على الأقل حسب الرواية الإسرائيلية بالجحيم ، وشبه أحد الجنود الصهاينة في حديث مع صحيفة هآرتس الاسرائيلية المعارك "بجحيم على الأرض", فيما قال جندي آخر إن النار كانت تأتي من كل مكان, وأضاف ثالث أن مقاتلي حزب الله أظهروا قدرات قتالية كبيرة. من جهتها قالت مصادر إعلامية إسرائيلية اليوم إن جنودا من لواء غولاني وهو لواء النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي كانوا يقومون بعمليات تمشيط في بنت جبيل فباغتهم مقاتلو حزب الله. فيما قالت مصادر من الحزب إن القوات المتقدمة عزلت وإن معظم عرباتها دمرت. وذكر تلفزيون المنار أن مقاتلي حزب الله نصبوا كمينا لوحدة إسرائيلية في تلة مسعود ببنت جبيل وكبدوها العديد من الإصابات. وأقر مسعفون إسرائيليون بأن عدة جنود أصيبوا بجروح في القرية التي قتل أيضا قربها أربعة جواسيس إسرائيليين في هجوم آخر حسب بيان صادر عن حزب الله. في هذه الاثناء أعتبر وزير العدل الاإسرائيلي حاييم رامون في تصريحات له اليوم الخميس أن المؤتمر الدولي الذي عقد أمس الأربعاء في روما بدون التوصل إلى وقف لإطلاق النار قد أعطى إسرائيل الاذن بمواصلة عدوانها الوحشي على لبنان. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم عن رامون القول "الواقع اننا حصلنا أمس في روما على اذن لمواصلة عملياتنا حتى لا يعود حزب الله موجودا في جنوب لبنان ويتم نزع سلاحه" حسب زعمه. من ناحية ثانية يبدو أن معركة "بنت جبيل" التي اندلعت أمس الأربعاء بين الجيش الاسرائيلي المتفوق عددا وعدة ورجال المقاومة الوطنية اللبنانية قد شغلت الرأي العام الإسرائيلي وطرحت أسئلة عن صدقية قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما ذهبت بعض التحليلات إلى القول إن المعركة قوّضت الحسابات الإسرائيلية. وفي تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشر اليوم تناولت الصحيفة ردود فعل الإسرائيليين، وسير المعركة الصعبة التي خاضها الجيش الإسرائيلي في بنت جبيل. ولفت التقرير إلى أن التلفزيون الإسرائيلي أشار إلى أن الإسرائيليين باتوا يصدقون الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله أكثر من قادتهم. ويضيف التقرير بأن المعارك الضارية بين الجيش الإسرائيلي وبين مقاتلي حزب الله، أمس، أدت إلى تقويض الحسابات الإسرائيلية في إدارة الحرب قي لبنان وأثارت العديد من الأسئلة التي تشكك بما تقوله البيانات الرسمية الصهيونية وتتكلم بوضوح عن أكاذيب الرواية الإسرائيلية. وأشار التقرير إلى أن الكذب الاسرائيلي بات مقصودا وأن هناك بلبلة وارتباكا في قيادة جيش الاحتلال الصهيوني. وكان قائد القوات الإسرائيلية في الجليل، العميد غال هيرش، قد زعم مساء أمس الأول ، أن قواته تسيطر سيطرة كاملة على بنت جبيل وأن مقاتلي حزب الله شوهدوا وهم يفرون من المنطقة تاركين وراءهم أسلحة وذخيرة وأجهزة. وعلى صعيد متصل بالتطورات الجارية في لبنان عارض غالبية اعضاء المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر في اجتماعهم الذي عقدوه اليوم في تل أبيب توسيع الحملة البرية في جنوب لبنان. وكان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر اجتمع في وقت سابق اليوم في جلسة طارئة في تل أبيب من أجل اتخاذ قرار بما يتعلق في استمرار العملية البرية في جنوب لبنان. وذكر راديو الاحتلال أنه من المتوقع ان يقرر المجلس الوزاري الاسرائيلي استمرار العملية البرية ودعمها جويًا والتمركز في ضرب حزب الله من الجو. ونقل الراديو عن وزير القضاء الاسرائيلي حاييم رامون قوله أنه يعارض توسيع العملية العسكرية البرية .. مضيفا ما يجب فعله الآن هو اطلاق نار مكثفة قبل أن يدخل الجيش الاسرائيلي اليها وعلينا اطلاق النار على حزب الله وليس مواجهته وجهًا لوجه . هذا فيما دعا مسئول في جيش الاحتلال الإسرائيلي وبعد الخسائر التي تكبدها الجيش الصهيوني أمس الاربعاء في الجنوب اللبناني في ساحة القتال أمام مقاتلي حزب الله إلى محو القرى اللبنانية التي يقصف حزب الله منها الكاتيوشا منها باتجاه إسرائيل .. مطالبا بتوغل قوات كبيرة للجيش الاسرائيلي في بلدات الجنوب اللبناني وتدمير ما أسماه بقواعد اطلاق الكاتيوشا. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الخميس أنَّ المسئولين الإسرائيليين في الجيش والحكومة طالبوا بالأمس بتصعيد حدة الرد على حزب الله وعلى القرى التي يتم القصف على اسرائيل منها. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عسكري كبير في جيش الاحتلال الاسرائيلي قوله إن القرية التي يتم منها القصف يجب تدميرها عن طريق القصف المدفعي والجوي. من ناحية ثانية أفادت حصيلة جديدة لضحايا الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان التي دخلت اليوم يومها ال16 أعلنتها مصادر أمنية وطبية لبنانية اليوم الخميس أن نحو 413 لبنانيا استشهدوا بنيران الحقد والهمجية الصهيونية بينهم 29 عسكريا وشرطيا و28 مقاتلا من حزب الله ومسعفين من الحزب وستة مقاتلين من حركة امل. فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 50 شخصا بينهم 18 مدنيا و32 عسكريا وجرح العشرات من المستوطنين حسب الروايات الاسرائيلية. كما قتل اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة في قصف جوي اسرائيلي على مركزهم ببلدة الخيام في جنوب لبنان. ومنذ بداية العمليات العدوانية الاسرائيلية العسكرية أصيب في لبنان نحو 800 مدنيا بجروح ، كما اصيب 81 جنديا وشرطيا بجروح وفقا لمعلومات الشرطة والمستشفيات اللبنانية. وألحق القصف الاسرائيلي المتواصل على لبنان خسائر مادية فادحة قدرها وزير المالية اللبناني جهاد ازعور بمليارات الدولارات. سبأنت
