المأساة التي نراها ونحس بها في لبنان البطل.. تجعلنا نلعن الصهيونية وأعوانها، ونتمنى لهم الدمار والاندثار، حتى لا تبقى لهم باقية.. والمتأمل لهول ما أصاب لبنان ورؤيته للدمار الذي يشبه «تسونامي» يجعله يتحفز للجهاد والاستشهاد لتقديم الدم قرباناَ في سبيل الله وفي سبيل أهلنا في لبنان الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصمود والصبر وإسناد المقاومة.. وفعلاً كان لهم النصر، وإن كان ذلك لا يزال مرهوناً بالمستقبل الآتي!! واللبنانيون استطاعوا تقديم الدرس في حماية الأوطان والبذل في سبيلها، وهل أعظم من امرأة عجوز وفتاة شابة وطفل بلا أسرة وهم يقفون أمام أطلال منازلهم المهدمة رافعين إشارات النصر قائلين: فداكم أيها المقاومون.. والله لو لم يبقَ شيء إلا وهدمه العدوان، فإن ذلك لا يساوي شعرة لأحد المقاومين الأبطال.. وفداك نحن سماحة الشيخ نصر الله.. وفداء للمقاومة كل شيء سيعاد بإذن الله. ألا ترون أن مواقف كهذه تبعث على الكبرياء والإحساس بالفخر والاعتزاز، فبدل أن ينهزم هؤلاء المحطمة بيوتهم وشوارعهم، والمستشهدون أغلب أهلهم من رجال ونساء وأطفال.. أكلتهم آلة الحرب اللعينة، فبدلاً من أن يظهر هؤلاء في صورة المنهزم نفسياًَ ومعيشياً، نجده يظهر رافع الرأس فعلاً، وليس تصنعاَ، أليس ذلك من علامات النصر الأكيد في لبنان العزيز؟! وبالمقابل.. كم رأينا بعض الاسرائيليين خائفين هلعين وقد عزم على السفر إلى بلده الأصلي هروباً من المقاومة التي أذاقتهم الأمرين، وكان بعضهم يقف في هلع شديد قائلاً: إذا لم تستطع إسرائيل حمايتنا فلن نبقى هنا ولا قوة لنا على مواجهة صواريخ حزب الله التي تذيقنا الموت الزؤام! لا غريب أن ينبري بعض هؤلاء في إطلاق تصريحات منافية للتقاليد الوطنية للبنان وشعبها البطل، وقد احترقت أوراقهم ووجوههم وأفلسوا فعلاً، وهم يصرخون بما يضر بقوة وصلابة وصمود المقاومة التي أبهرت الدنيا وهزمت هزيمة نكراء إسرائيل واميركا في فترة وجيزة لا تتعدى ال«33» يوماً، وإنها لمعركة خرج فيها اللبنانيون أحراراً رافعي الرؤوس، وهاهم اليوم يبدأون معركة الإعمار وإصلاح ما خربته الحرب القذرة.. فأين أولئك المتخمون من المساهمة في إعمار بلدهم، بدل المساهمة في تهديمه سياسياً وأخلاقياً؟! تحية للمقاومة والحكومة اللبنانية الذين بدأوا يلامسون الوجع، من خلال المبالغ التي ستدفع بالناس ليستقروا في فترة الإعمار وقد التزمت المقاومة بدفع «12 ألف دولار» لكل متضرر تحطم منزله وخلافه، وأعلنت الحكومة دفع ما بين «7 13» ألف دولار كذلك خلال فترة عام يعود خلالها لبنان في جنوبه وشماله كما كان وأحسن بفضل الصمود الجبار وقهر آلة الحرب الإسرائيلية/ الامريكية الملعونة.