لا يكاد زائر يفد إلى اليمن إلا ويجزل الثناء والتقدير لروعة اليمن، وما تحقق فيها .. وقبل كل هذا وذاك لمواقف قيادتها الشجاعة التي باتت موضع فخر كل اليمنيين. أمس وقفت السيدة/ عائشة العولقي إحدى اليمنيات المغتربات منذ فترة طويلة في مصر ، والتي ترأس الجمعية العربية لمكافحة الإرهاب أمام مئات الناس تفاخر بموقف القيادة السياسية من العدوان على لبنان، وتؤكد للناس المتجمهرين في خيمة المقاومة أنهم لايمكن أن يتوقعوا مدى إعجاب الشارع العربي في مصر وغيرها بالقيادة اليمنية. اليمنيون اليوم لا يخجلون من البوح بجنسيتهم .. بل صاروا يتعمدون الإفصاح عنها أنى ذهبوا، لأن اليمن تعيش عصر تحولت إلى حالة مشرفة، ومواقف قوية شجاعة ومبادرات جريئة تستحق المباهاة والمفاخرة .. وأعتقد لو كان اليمنيون ينتسبون إلى إحدى البلدان التي خذلت المقاومة وناصرت العدوان الصهيوني لما جرأ أحد منهم على البوح بجنسيته.. فالمرء أينما حل يلاحقه عار نظامه أو يشرفه موقف قيادته السياسية. الفنانة السورية رغدة قالت لي أمس في معرض حديثها عما شجعها لزيارة اليمن إنها لولا علمها المسبق بالموقف الواضح للقيادة السياسية وأنها كانت صادقة وغير مراوغة فيما دعت إليه بشأن نصرة المقاومة في لبنان لما جاءت إلى اليمن .. وتحدثت بكثير من الفخر والاعتزاز بأن هناك رمزاً عربياً يناصر القضايا القومية للأمة. وفي الحقيقة إن الموقف اليمني الرسمي مما يدور على الساحة الفلسطينية أو اللبنانية أو العراقية هو ليس بالأمر الغريب ؛ لأن ذلك يدخل ضمن ثوابت وطنية ونهج سياسي واضح ، تشكلت عليه علاقات اليمن الخارجية مع جميع دول العالم سواء كانت عربية أم غير عربية.. ولعل هذا الوضوح والثبات في الموقف القومي هو مصدر الثقة التي حظيت بها اليمن في المجتمع الدولي للدرجة التي أصبحت الكثير من دول العالم الغنية متحمسة لمساعدة اليمن، وتنمية بناها الاقتصادية وتعزيز ديمقراطيتها. لاشك أن ما يحدث في اليمن من بناء وتطور وإنجاز هو ليس محظ صدفة تاريخية بقدر ماهو صنع إرادة سياسية حكيمة، وتخطيط وتحول من عقلية النظام الثيوقراطي إلى عقلية النظام الذي يحمل مشروع دولة حديثة لا تبنيها المؤسسات الدستورية وحسب بل تترجمها المبادئ الوطنية إلى فعل حقيقي ينعكس أثره على المواطن اليمني نفسه ، وهو بالضبط ما يمكن تشبيهه بحالة الفخر والاعتزاز التي عبرت عنها الأخت/ عائشة العولقي كيمنية ينظر لها الشارع العربي بكل إعجاب لانها من ارض اليمن.