نحتج، ونتذمر، ونسخط، ونغضب لتزايد فترات إطفاء الكهرباء في المدن والأرياف ، دون أن نسأل أنفسنا ، لماذا هذه الإطفاءات ، وتزايدها خلال شهر رمضان .. عما كانت عليه في فترة ما قبل رمضان .. ولو سألنا أنفسنا .. لكانت الإجابة واضحة وجلية ، وبسيطة .. وهي أن هناك عجزاً في الطاقة الكهربائية المولدة .. العجز هذا يوزع على المحافظات بنسب متفاوتة ؛ لأن حركة البناء ، والإنارة خلال السنوات الماضية فاقت الكمية المولدة من المحطات الموجودة. في رمضان يزداد الاستهلاك من الطاقة الكهربائية ؛ لأن رمضان تتحول الحياة في بلادنا فتنتعش الحياة ليلاً ، وتنام أثناء النهار ، الأمر الذي يضاعف من العجز في التيار الكهربائي .. مما يضطر الجهات المختصة تطوّل في جدولة الإطفاء ، وأيضاً في جدولة تكرار الإطفاء في اليوم والليلة. هذا الذي يجب أن يفهم .. بدلاً من محاولة ربط هذه الإشكالية بالسياسة والانتخابات ، والمؤتمر والمعارضة .. لأن التيار الكهربائي لا يسيس ، ولا يمكن لأية دولة ، أو حكومة ، أو مؤسسة كهرباء في أي من بلاد العالم العربي أو الإسلامي ، أو الغربي أو الشرقي أو الجنوبي أو الشمالي أن ترضى أن يقضي جزء من سكانها في الظلام يومياً لعدة ساعات متكررة مهما كانت الظروف السياسية أو العلاقات بين الجزء الحاكم ، وأحزاب المعارضة .. فتناول مثل هذا الموضوع واستخدامه للمكايدة السياسية ليس موضوعياً ، ولا يمكن أن نحاجج به الحكومة ؛لأن التطور الذي حدث في كمية التيار الكهربائي هائل جداً .. لكنه لم يستطع أن يلاحق حركة البناء والعمران وتزايد الاحتياج للإنارة الكهربائية وكمصدر للطاقة المحركة في كثير من الأنشطة الاقتصادية ، والمنزلية .. فمنزل اليوم ليس منزل الأمس الذي كان يقتصر في استخدام الكهرباء للإنارة فقط. وعلى أي حال فالصبر جميل .. لأن الحكومة انتهت من دراسة هذه المشكلة ووضع الحلول لها من خلال التوسع في المحطات القائمة، وأيضاً بإنشاء محطات جديدة تعمل ب(الغاز الطبيعي) .. لكن الأمر بحاجة إلى صبر ؛ لأن تطوير المحطات القديمة ، وإنشاء محطات جديدة يحتاج إلى وقت ، والفرج قريب إن شاء الله. ما نوافق الناس عليه هو عدم العدالة في توزيع الإطفاء ، من حيث التكرار ، وكذا من حيث فترات الإطفاء .. لأنه من غير المقبول أن يتكرر الإطفاء في مناطق دون المناطق الأخرى ، أو أن يطفأ خط لست ساعات ، بينما خط آخر يطفأ لساعتين .. هذه التي يتوجب على مؤسسة الكهرباء وفروعها تلافيها .. وعدم التمييز بين المناطق