- إن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والمشادات الكلامية بين عناصر من حركتي حماس وفتح ينذر بأن الوضع يتجه نحو الاحتقان والتصعيد مالم يتخذ العقلاء من السياسيين الفلسطينيين خطوات جادة لتطويق الموقف ونزع فتيل حرب أهلية بدأ الشعب الفلسطيني يشتم رائحة بارودها جرّاء الخلافات والانقسامات في الشارع الفلسطيني .. فقد مثلت المواجهات الدامية الاخيرة بين الحركتين في قطاع غزة بادرة خطيرة ومقلقة، فبدلاً من أن يوجه السلاح ضد العدو المحتل وجدنا السلاح الفلسطيني يوجه ليقتل أخاه الفلسطيني متناسين بأن إراقة الدماء أمر محرم لايخدم سوى الأهداف الإسرائيلية وإنجاح مخططها الرامي إلى تأجيج الخلافات والفتنة بغرض النيل من وحدة الصف الفلسطيني والعمل على تقويض دولته على اعتبار ان العدو الصهيوني هو المستفيد الوحيد من هذه الفتنة الداخلية. - إن الحديث عن وجود مساع لتشكيل حكومة وحدة وطنية يعطي بادرة أمل في عودة قادة العمل السياسي في حركتي حماس وفتح في العودة إلى طاولة المفاوضات واستئناف الحوار لإخراج الشعب الفلسطيني من المحنة وبما يمكنه من تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الحصار وتنأى بالشعب الفلسطيني عن أية تداعيات خطيرة، وتسهم في عودة الهدوء والسكينة العامة إلى الاراضي الفلسطينية.وإذا كان المحللون السياسيون ينتظرون لقاء بين وفد فتح وحماس من أجل إطلاق حوار وطني فلسطيني جاد فإنه لابد أن يكون هناك دور عربي جاد لإنجاح هذا اللقاء وانتشال الشعب الفلسطيني من حالة التمزق والخلافات السياسية للدخول في حوار يكلل بتوقيع اتفاق وطني ينهي الخلافات الفلسطينية وبمايمكن الشعب الفلسطيني من تشكيل حكومة وحدة وطنية كتعبير صادق على رفض الاقتتال ،والاحتراب ولوأد الفتنة في مهدها.