30/10/2006 على الرغم من أن الساحة الفلسطينية تمر بمنعطف خطير ينذر باندلاع صراع داخلي دموي يهدد بانهيار شامل للنظام السياسي الفلسطيني جراء الخلاف القائم بين حركتي فتح وحماس بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ إلا أن الفلسطينيين مهما عصفت بهم الأمواج فقد أثبتوا أنهم قادرون على تجاوز الأزمات صوناً للدم الفلسطيني الذي بدأ الكثير من المراقبون يتحدثون عن حرب أهلية يُصوّب فيها السلاح الفلسطيني في الصدر الفلسطيني. فالاقتتال الفلسطيني الفلسطيني لا يمكن أن يعود إلى الساحة الفلسطينية مهما اختلف السياسيون، فهذا الشعب قد خبُر الاقتتال ومن هم وراء إشعال فتيل الحرب للانقضاض على قضيته التي يؤمن بها والتي تتمثل في التحرر من نير الاحتلال الصهيوني العدو الأول. فالخلافات السياسية التي تعصف بالأراضي المحتلة يمكن تجاوزها بعيداً عن رائحة البارود وصوت السلاح من خلال الحوار والتوصل إلى أرضية صلبة تمكّن القوى السياسية من التصدي لمحاولات العدو الصهيوني في شق الصف الفلسطيني الذي استطاع أن يتصدى وهو أعزل للإرهاب الصهيوني والحصار الذي طال أمده، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى القول إنه ينبغي على الفلسطينيين ألا يغفلوا عن المؤامرة التي تُحاك ضدهم والأيدي التي ترغب في إشعال الفتنة حتى لا يحيدون عن هدفهم السامي في العمل على إنهاء الاحتلال، فالاتفاق الذي توصلت إليه حركتا فتح وحماس في إنهاء المظاهر المسلحة هو بادرة إيجابية نحو نزع فتيل التوتر والمواجهات الدموية في الأراضي المحتلة. يبقى اليوم أمام قيادتي حركتي فتح وحماس أن تتعاطى مع الأزمة بمسؤولية وبما يعزز وحدة الصف الفلسطيني ويزيده قوة ووحدة في مواجهة تحديات الاحتلال، فالخلافات تجعلها مكشوفة الظهر أمام اسرائيل التي تتحين الفرص لتنفيذ مشروعها لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء المشروع الفلسطيني التحرري