بعد سنوات من القطيعة والفرقة والتمزق والعداء، عاد الوفاق الوطني يؤلف بين قلوب الفلسطينيين ويجمع بينهم ويوحد أهدافهم وتطلعاتهم للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم .. وبعد ان أدرك شركاء الكفاح والنضال الفلسطيني ان الوحدة الوطنية وتوحيد الجهود هو السلاح الفتاك والوسيلة الوحيدة للتغلب على عدوهم المشترك الجاثم فوق ترابهم الوطني وتحقيق حلمهم المنشود بالتحرر من الاحتلال وإقامة دولتهم العربية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. نعم لقد أدرك خصوم السياسة وفرقاؤها أن المحنة الحقيقية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تكمن في بقاء خلافاتهم واستمرار عداوتهم وتناحرهم وهم أخوة وأبناء وطن واحد ويعيشون مأساة الاحتلال الصهيوني وعرفوا أن مصير قضيتهم ووطنهم بيدهم، ولاعزة لوطن وشعب خذله بنوه .. والجميع يعرف أن الشعب الفلسطيني ذاق الأمرين جراء الفتنة الداخلية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والتي وصلت حد الاقتتال وبالذات بين حماس وفتح، أكبر الفصائل وأكثرها شعبية وتأثيراً في أوساط الشعب الفلسطيني، وكان ثمن تلك الفتنة باهظاً لكل الفلسطينيين أينما كانوا وإلى أي فصيل ينتمون، ووحدهم اليهود المغتصبون من جنوا ثمار تلك الفتنة واستفادوا منها، والشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر على الدوام. ومع استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين، تشكلت فصائل عدة من أبناء الشعب العربي الفلسطيني لمقاومة هذا الاحتلال مثل: فتح وحماس والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والجهاد... الخ، وكلهم حملوا السلاح وأعلنوا الكفاح المسلح حتى تحرير فلسطين واستعادة الأقصى من يد المغتصب، وهذا حق مشروع لكل الشعوب من أجل نيل حريتها واستقلالها ,ولكن ليس من حق تلك الفصائل والحركات أن تعمل للاطاحة ببعضها البعض إلى حد حمل السلاح والاقتتال فيما بينها، وتستعين بالعدو المتربص بالجميع، كل هذا لتبقي زمام الأمور بيدها وتتحكم بمصير شعب ووطن يعيش تحت نير احتلال صهيوني لاهم له إلا اجتثاث الهوية الفلسطينية وطمس كل المعالم العربية والإسلامية ومحو كل مايمت للعرب بصلة.. وكل ما نتمناه كعرب أن يكون الإخوة في فتح وحماس وكل الفصائل الأخرى قد استوعبوا الدرس جيداً واستفادوا من تجربتهم المريرة، وأن يعملوا بصدق على طي صفحة خلافاتهم السياسية وتغليب مصلحة فلسطين وشعبها على كافة المصالح الأخرى.. فاتفاق الفلسطينيين وتوحيد جهودهم ومواقفهم وأهدافهم هي الصفعة الوحيدة التي ستوجه لإسرائيل مقابل عشرات الصفعات التي وجهتها للعرب طوال سنوات الصراع العربي- الإسرائيلي. عفواً مدينتي تعز إن ماشهدته مدينتي الحبيبة تعز خلال الأيام الماضية من أعمال عنف وتخريب على يد بعض أبنائها يثير الحزن والأسى.. ويجعلنا نشعر بهول المصيبة التي ستحل علينا وعلى وطننا على يد هؤلاء إذا ما استمر التعاطي مع الخلافات السياسية بهذا الأسلوب المدمر.. ويدفعنا للتساؤل عن الهدف من التخريب المتعمد الذي تتعرض له الشوارع والمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة، ومن المستفيد من إشعال نار الفتنة في هذه المحافظة المعروف عن أبنائها وعيهم وثقافتهم وحبهم الكبير لتعز؟؟. والأهم من ذلك أين هي الدولة وأجهزتها وسلطتها وهيبتها ونفوذها مما يجري في هذه المحافظة من أعمال تثير الرعب بين المواطنين وتفقدهم الثقة من وجود الدولة إن كان لها وجود؟ وعفواً مدينتي الحبيبة تعز إن عجزت عن نصرك وتوفير الأمن لأطفالك ولنسائك؟؟.