كثيرة هي الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي يجب محاربتها والقضاء عليها لأنها تشوه كل شيء جميل يتحقق في الوطن وتسيء للثورة والوحدة وتولد انطباعاً سيئاً لدى المواطنين ، فهناك ممارسات غير مقبولة ولابد أن تختفي من المحاكم والنيابات وإدارات الأمن وأقسام الشرطة والمرور والمباحث والجوازات والأحوال المدنية والضرائب والأشغال العامة والتربية والتعليم والمستشفيات. مع احترامي لكل الشرفاء فنحن بحاجة إلى إدارات أمن وأقسام شرطة يذهب إليها المواطن شاكياً أو مشكواً به فيجد من يقوم بواجباته دون طلب أي مقابل لا أجرة العسكر ولا أجرة المحقق ولا الضابط ولا المدير. نحن بحاجة إلى نيابات ومحاكم نجد فيها من يعملون على تحقيق العدالة دون أي مقابل لا حق الكاتب ولا حق المحقق ولا حق أمين السر أو حق القاضي أو حق القيد أو الختم. نحن بحاجة إلى رجال مرور لايوقفون أية مركبة بغرض الابتزاز وإنما لخطأ ما ارتكبه السائق.. نريد رجل مرور يمثل هيبة القانون لايمتهنه ويسيء إليه.. ونريد إدارات مرور يدخل إليها المواطن لانجاز معاملته ويخرج منها راضياً وليس ساخطاً وكذلك إدارات البحث والجوازات والأحوال المدنية. نحن بحاجة إلى إدارات ضرائب تحقق العدالة الضريبية وتعمل على تحصيل الضرائب المستحقة فعلاً للدولة دون مقايضة مع المكلفين. نحن بحاجة إلى مكاتب أشغال عامة تضع مخططات عمرانية حضارية على مستوى مراكز المحافظات والمديريات والمدن الثانوية وتعمل على تنفيذها دون تعديلات لمصلحة هذا أو ذاك أو لمن يدفع أكثر. نحن بحاجة إلى مكاتب للتربية والتعليم بكل ماتعنيه هذه الكلمة مكاتب تعمل على تنفيذ السياسة التعليمية ليس وفقاً للأمزجة والوساطات والمحسوبية ولا لمن يدفع أكثر يحصل على قرار تعيين موجه أو مدير إدارة أو وكيل أو مدير مدرسة. نحن بحاجة إلى مستشفيات يذهب إليها المريض فيجد فيها ملائكة رحمة يقدمون له خدمة طبية دون أي مقابل. نحن بحاجة إلى أناس لديهم ضمائر حية يؤدون المهام والواجبات المناطة بهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً ويخدم الوطن والمواطن ثانياً. نحن بحاجة إلى أناس يضعون مصلحة الوطن فوق كل المصالح أناس أمناء شرفاء نزهاء غير ملوثين يعملون بإخلاص وتفان من أجل اليمن كل اليمن أرضاً وإنساناً وليس من أجل تحقيق مكاسب شخصية ومطامع آنية. فإذا لم يوجد مثل هؤلاء، وإذا لم يتم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب والقضاء على كل المظاهر والممارسات السيئة والوساطة والمحسوبية والرشوة فمن المستحيل أن تتحقق الآمال والطموحات في بناء يمن جديد وتحقيق مستقبل أفضل مشرق وسعيد.