«حياة في اللون» كتاب صدر عن وزارة الثقافة تكريماً للفنان الكبير الأستاذ/هاشم علي، وضم بعض أعمال الفنان القدير الأستاذ/هاشم علي، مؤسس التشكيل الحديث بمدارسه المختلفة، وهو فنان الجزيرة العربية الواقعي دون منازع، ولم يكن هذا الفنان الكبير غير مدرسة تخرج عليها القسم الأكبر من شباب التشكيليين اليمنيين منذ بداية الثمانينيات حتى اليوم، وهو الفنان الوحيد الذي فتح بيته في مدينة «تعز» الجميلة لتكون بمثابة رباط علمي، يطعم فيها الطلاب ويشربون وينامون ويرسمون. وقليل هم العلماء الدينيون، والشعراء المبدعون والفنانون هم الذين تتطابق إبداعاتهم ليس مع سلوكهم وحسب ولكن مع أرواحهم وشخوصهم. وهاشم علي مولى الدويلة، ربما يطابق فنه شخصه، والعكس صحيح، فهو منتهى في الوداعة والتصوف والرقة والجمال. وفي منزل الشيخ/أبوبكر المحضار في منطقة الكامب بتعز أشعر بسعادة بالغة عندما أجد فرصة يوم الخميس للاستمتاع بمقيل مع صديقي المرهف الحس الأستاذ/محمد العاقل للمقيل مع هاشم علي مولى الدويلة، فالأستاذ/هاشم أنيق المعشر، ولا أجد وصفاً آخر غير أنه «فنان» وهو قليل الكلام، ولكنك وأنت تنظر إليه للتعليق على حدث، أو المشاركة في حديث، فإن تكلم فإن كلامه حكمة وعلم وسعة اطلاع، وإن صمت فصمته أىضاً حكمة وعلم وسعة اطلاع، فالصب تفضحه عيونه، كما يقول شوقي. الأستاذ/هاشم علي زعيم وعظيم، ولعلي أجد وأنا غير اختصاصي في نقد الفن التشكيلي ربما أستطيع أن أقول عن كتابه هذا بضعة سطور في الغد، وإن كنت أستطيع اليوم أن أقول إن طباعة الكتاب فيها الكثير من الأخطاء الفنية، لكأن اللوحات ماتت وبهتت.. عل طبعة أخرى تكون أوضح وأظهر.. وإلى اللقاء غداً.