أحط وأقذر أنواع التفكير، وإذا دبَّ هذا الفكر في أمة من الأمم فإنه يقودها إلى الهلاك والفناء، وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة، ولا يعتنق هذا الفكر الإنسان السوي في المجتمع لعلمه بخطورته.. وقد وجدنا أن المعتنقين للطائفية هم أراذل الناس غير الأسوياء الذين غالباً ما يلفظهم المجتمع ويتخلص منهم باعتبارهم أمراضاًَ خبيثة تنشر العدوى وتقضي على أفراده. المجتمع اليمني على مر التاريخ مجتمع نظيف نقي طاهر، لا يقبل المرضى في التفكير، ولا يسمح لأي طائفي أو مذهبي أن يشق عصا الجماعة. وفي التأريخ اليمني شواهد كثيرة على ذلك، فقد لفظ اليمنيون جميع الدجالين الذين حاولوا الخروج عن سياقهم الاجتماعي والتاريخي والثقافي الواحد، وكان الاعتدال والتسامح والتعايش هي الصفات التي اتسم بها اليمنيون. وحينما ظهر بعض الشواذ الذين أرادوا أن ينحرفوا بالمجتمع عن سياقه لم يكن لهم مكان في المجتمع، وانتهت أحلامهم المريضة قبل أن تبدأ. من يحاول اليوم إعادة تجربة التفكير الطائفي في اليمن سيكون مصيره مصير أسلافه الذين لفظهم المجتمع اليمني وذهبوا إلى مزبلة التاريخ. وإذا كان أمثال هؤلاء قد استغلوا تدين الشعب اليمني استغلالاً بشعاً، واستغلوا أمية العوام لقرون طويلة، فإن عليهم أن يعلموا أن عصرهم قد انتهى بثورة سبتمبر وإلى الأبد، هذه الثورة التي حررت اليمنيين من العبودية وحررتهم من الاستغلال والتضليل؛ ولذلك فالطائفيون يُكنون العداء الشرس للثورة السبتمبرية. منذ يومين ظهر أحد هؤلاء في قناة إيرانية ومن مدينة «قم» تحدث عن نبوة الخميني بعد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي معرض حديثه نفث سموم حقده على الثورة، وقال بالحرف الواحد: «لقد قتلت الثورة اليمنية ألف عالم» انظروا إلى هذا الدجال!!. ويستمر المدعو/عصام العماد في تضليل الجماهير ويقول: «إن الثورة ضد محمد هي أهم من الثورة ضد جورج، ويقصد بذلك أن توجيه السلاح إلى صدر أخيه المسلم أفضل وأولى وأهم من توجيه السلاح إلى غير المسلم».. أي ان الأجر على ذبح المسلم أكثر وأكثر من الأجر على قتل الكافر!!. هكذا ينظر هؤلاء الشواذ ويشرعنون الظلم والفوضى والفساد والإجرام في المجتمعات الإسلامية، ويحاولون أن يزجّوا الشعوب العربية والإسلامية في صراع وفتن مهلكة. وفي ما يسمى «رسالة علماء الزيدية إلى الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح في موضوع الإرهابي عبدالملك الحوثي» يطالب هؤلاء الذين أطلقت عليهم جريرة «البلاغ» «علماء الزيدية» والزيدية منهم براء يطالبون بتنظيف مدينة صعدة الزيدية كما يقولون من جميع الكتب والمؤلفات غير الزيدية، وطرد أئمة الجوامع غير الزيدية، وإقامة مدارس لتدريس العلوم الزيدية، وطرد قادة الجيش الذين لا يؤمنون بفكرهم الطائفي إلى غير ذلك من الترهات. وهذه الرسالة أدهشت كل من قرأها ولم يصدّق أحد بأن عالماً يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ويؤمن بالبعث والحساب أن تكون له مثل تلك المطالب العجيبة. العلماء في اليمن هم علماء اليمن من أقصاه إلى أقصاه، والعالم اليمني هو محط احترام كل يمني سواء كان هذا العالم من صعدة أم من صنعاء أو من حجة أو من زبيد أو من حضرموت أو من تعز، لا فرق عندنا بين عالم وعالم، هم جميعاً قدوة لنا؛ بهم نقتدي، وعلى هديهم الذي هو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم نسير. كيف يقول هؤلاء إنهم علماء طائفة فقط، أليس الشوكاني وابن الأمير الصنعاني والجلال والعمراني والمقبلي هم علماء اليمن الذين يفاخر بهم اليمنيون في كل بلدان وجامعات العالم العربي والإسلامي، ومن شرح الأزهار تأخذ المحاكم اليمنية؟!. إنه تفكير في طول البلاد وعرضها يبرأ منه علماء اليمن، ويجب على الذين نسبت إليهم الرسالة أن يتبرأوا منها حتى لا يستغل أسماءهم أولئك الطائفيون أعداء اليمن واليمنيين. اليمن بلد واحد وشعب واحد وثوابت واحدة وعقيدة واحدة، ولا نعتقد أن الخارجين على هذه المسلمات سيجدون لهم موطئ قدم بيننا.