لقد سعدت أن ظل بعض الوزراء القدماء في الحكومة الجديدة، وأعني تماماً الأستاذ الدكتور/عبدالسلام محمد الجوفي، وزير التربية والتعليم المعروف بإخلاصه ونشاطه ونزاهته. وأقول سعدت؛ لأن بعض رغائب الوزير هو إنجاز الكتاب الإلكتروني لحماية الجيل الطالع من أمية العصر ووقوفهم على هذا الكون والاتصال المتحرر النشط في مجال المعرفة. ابنتي الصغيرة زينب «6 سنوات» تنوء حملاً بهذه الكتب الثقيلة التي لا ترحم، والملأى بالحشو البليد والدم الثقيل. وشعرت بالخيبة وأنا أستمع إلى مدير مدرسة يفيد أن حصة المدرسة من الكتب جاءت متأخرة، ثم إن المنهج ناقص، ثم إن المدرسين كغيرهم من موظفي الدولة لم يحرصوا على الدوام، ثم إن التفتيش التربوي يحتاج تفتيشاً، ثم إن بعض مديري المدارس عندهم وظائف خاصة أو هم مشغولون برعاية أسرهم الفقيرة.. ثم.. ثم. من شأن الكتاب الإلكتروني أن يوفر عشرات الملايين على خزينة التربية والتعليم، فلن يحمل الطلاب كتباً إلى المدرسة، ولن يحتاجوا أن يذلّهم أحد بحقائب «الصدقة» المدرسية، ولن يكون وهذا أمل حشو في الكتاب الإلكتروني، ولن تكون هناك هيئة تأليف الكتاب بعشرات الأسماء كما هو الحال الآن؛ هذه الأسماء التي لا تؤلف شيئاً، وإنما تسرق مال الدولة دون ضمير أو دين تحت مسمى «التأليف» وكان على هذه الأسماء الكثيرة أن تحترم المنهج العلمي إن لم تحترم نفسها، فتخفف من الحشو، وتجنح إلى المعرفة الحقيقية مادام والمنهج الواحد يحفل بقائمة من هذه الأسماء وصفحات من الجهل. سيكون بإمكان الكتاب الإلكتروني أن يمد الطالب بالمعرفة الصافية و«دسك» واحد يمكن أن يحتوي على المنهج العام بكل نظافة ورشاقة وبهجة، سنوفر نظافة الفصل، وسيكون الأستاذ متسقاً مع القرن الحادي والعشرين بمثابة دليل أو خبير يقوم بالإرشاد والتوجيه، ستختفي القراطيس من المدارس والشوارع، سنفكر بصناعة «الدسك» أكثر من طباعة الكتاب المليء بالأحبار الملوثة للبيئة والقراطيس التي تحرق فتحيل السماء إلى أمراض. لكن هل نمكن نحن الوزير من تحقيق هذه الغاية.. هل يحترم اللوبي في الوزارة هذه الرغبة التي هي رغبتنا جميعاً؟!.