أمام هذا التألق والإبداع في صنع القرار الذي صار ضرباً من الخيال، وأمام هذا التحدي الذي أخضع الإنسان لكل صعوبات النقش في الحجر وفي التراب والماء.. فانبرت لوحة لمرساة حفل يفوق الكلمات وتصمت أمام روعته كل الأبجديات القادرة على الوصف.. وفي كل مكان يتنامى المكان ويثمر زهرة ويزرع واحة وصفوف بناء متواصلة وكل الجلسات في الشوارع والمقاهي ودواوين المقايل تستعد لاستقبال أجمل الأعراس وأحلى الأيام. حقاً إنها تعيش لحظات وحدة المعالم.. وحدة التاريخ لتتكون الكلمة الواحدة وحدة الوطن الواحد.. فماأحلى هذا التواصل في ساحرة اللواء الأخضر التي تبتسم لكل الزائرين والقادمين رغم هوائها النقي إلى حيث تزدان الشوارع بإلاضاءات البارقة والألوان الموزعة، فإب الخضراء تفرش أرصفتها تحت كل الرقصات فالعيد على الباب المفتوح وصغارنا الأحباب يصدحون بأغان ومواويل منذ الصباح وحتى المساء. ورجالنا المثل الطيبة يلوحون على الفضاء بنظرات الحب وزغردات الوحدة وطلابنا فتياناً وفتيات يتسابقون لتقديم عروض وأناشيد يتجاوزون بذلك روح الأحضان المفتوحة وشقاء الزمن الجريح.. عيد التحرر من التوقف والاقتناع العاجز إلى عيد الطلاقة واستثمار المجهود لصنع الأيام. وأنت تمر في قلب مدينة إب يشرئب عنقك بأعلام الانتصار.. في الشوارع كشافة لتنظيم السير. لتغيير دخول الممرات لتحسين وجه الشارع ورونقه. حتى المنازل بدت جديدة في مظهرها في ألوانها الجديدة في نطاقها الواحد وحتى الناس تغيرت أحاديثهم لتكون أحاديث موحدة في أبطال الوحدة وفي صانعها الرمز علي عبدالله صالح.. وفي هذا الزمن الذي استبدل الزمن القديم فجاء من طياته الحب والأمان والتماسك والبناء. إن محافظة إب وهي تستقبل أعياد الوحدة ستتحدث بأغنياتها، بزغاريدها، برقصاتها وبمواويلها عن شعب كان على ميعاد مع عظمة هذه المناسبة.. وجاء من يرسم هذا اليوم ويجعله واقعاً لكل الأحلام. نرحب بالقلب الكبير الذي ضم كل اليمن في هذا العرس الجميل مع أحلى لحظات التجلي الواسعة وفي أجمل بقعة تتحلى بالزهور المتخللة مع أجمل مقاعد إلاطلاع وأسمى معالم البهجة والزينات.. مدينة إب تنطلق فوق الأمنيات وتخترق حواجز البعد ليراها العالم تلبس ثوب زفافها الدائم وتعيش أيامها كل الأعياد وتفتح الباب لكل العيون والخطوات. وهي في موقع الانجذاب السياحي وعلى حدقات الانبهار والذهول ولن نعيش بعد اليوم في حال البرودة والتلاشي وهذه بداية التحرك السياحي الطبيعي وإذا كنا نعيش الفرحة بعد الأخرى ونعيش العيد تلو العيد فإننا أيضاً نقلب صفحات إنجازاتنا ونستوضح معالم خطواتنا في استمرارية العطاء وفي أصالة الوفاء وفي قوة البناء.