الحادث الإجرامي الجبان الذي شهدته محافظة مأرب ، أرض الحضارة والتاريخ الأصيل الضارب جذوره في أعماق التاريخ ، الاثنين الماضي وأدى إلى وفاة سبعة من الأصدقاء الإسبان ويمنيين اثنين وجرح عدد آخر ؛ لا علاقة للإسلام به ، ولالعادات وتقاليد أبناء شعبنا العظيم ووطننا الكبير المسالم المضياف. إنه الإرهاب .. التعطش للدم .. البربرية في أعتى صورها وأكثرها وحشية ودموية. إنه الفكر المتطرف ، والمخزون الكبير من التعبئة المعادية ، التي ما زالت تجد طريقاً لتفريغها هنا أو هناك من الأرض. إنه الشر المخبوء في نفوس أضلها الشيطان ، وأسقطها في مستنقع الرذيلة والانحطاط.. والسيارات المفخخة.. ودفع بها غير مأسوف عليها إلى هاوية سحيقة وبئس المصير. إنه الإرهاب لا دين ولا وطن ولا قضية له غير ممارسة العنف تحت يافطات وشعارات منغلقة ، متصلبة مليئة بلغة التفكير والتحريض على القتل .. وتحت وهم الوعد بدخول الجنة والفوز بخمرها وملذاتها وحورها العين !!. أي منهج تلبّس هؤلاء »المفخخين« وسيطر على عقولهم وأغواهم شر غواية .. وأية عقيدة تقودهم إلى قتل الأبرياء الآمنين، وأي انسان في العالم سينتابه الفخر جراء ما يقوم به هؤلاء المجرمون.!؟ باعوا دنياهم وآخرتهم للوهم ، وكبلونا بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان .. وحولوا الإسلام إلى بارود قد ينفجر في أي وقت وحين ، وفي أي زمان ومكان وهو منهم براء. أحلوا لأنفسهم ما حرمه الله عليهم .. أضروا بدينهم وأوطانهم وشعوبهم وفضلوا لغة القتل والعنف وسيلة ومقصداً وهدفاً ليفوزوا بلعنات الناس أجمعين. إنه الوهم قادهم إلى الغدر والخيانة، والكفر بكل المبادئ والقيم والتعاليم الدينية والأخلاقية والإنسانية والفوز بسخط الشعب وغضبه. يقيناً وثابتاً وحقيقة لن يفلح الإرهابيون مهما تمادوا في غيهم ، واستمروا في ممارسة أفعالهم الإجرامية الشنيعة بحق الدين والوطن والناس أجمعين .. وعلى امتداد الزمان والمكان.. يجب أن يعلموا أنه لا شرف لقاتل .. ولا فضيلة لإرهابي تنكر لوطنه واختار الغلو والتطرف طريقاً له دون سواه. يجب أن يعلم الإرهابيون أنهم سقطوا في مستنقع مليء بالضحالة والعفن ولن يجدوا إلا سيف العدالة يلاحقهم والقصاص حياة لو يعلمون .. يجب ان يعلموا انهم لن يفلحوا يوماً في النيل من ثقة وايمان اليمنيين أو تمسكهم بنهج الحرية والاعتدال والسلام.. كما لم ولن يتأثر اليمن أو يتراجع قيد أنملة عن موقفه الحازم والحاسم في رفض وتجريم الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه ومسمياته ومحاربة ظواهره ومظاهره وبؤره وأفراده. ويكفينا هنا أن نذكر بقول الله تعالى في محكم آياته: » ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ،وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ،وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد. صدق الله العظيم