في «نضالها السلمي» وما تحمله من مفردات المناطقية والفئوية تتعمد الترويج لليأس والإحباط وإطالة النواح حتى سقف الانتحار..يزرعون ثقافة الكراهية والحقد بين أبناء الشعب من خلال استغلال معاناة الناس، وبما يجسد خدماتهم ومصالحهم البعيدة كل البعد عن الوطن ومصالح أبنائه العليا.. اليوم وفي محاولة ثانية لها، بعد إثارتها لأحداث الشغب في عدن الأسبوع الماضي إثر استغلال المطالب الحقوقية للمتقاعدين، تتجه أحزاب اللقاء المشترك نحو «تعز».. تراهن وتزايد عليها عبر استغلال شحة المياه التي ليست بخافية على أحد.. وكلنا يعلم ما قاله الأخ رئيس الجمهورية عندما خاطب المانحين والاشقاء في مجلس التعاون الخليجي في مؤتمر المانحين:«جئنا إليكم اليوم طالبين مساعدتكم في حل مشكلة المياه التي نعانيها في تعز وصنعاء وبعض المدن اليمنية.. جئنا إليكم اليوم لندعوكم للاستثمار في هذا الجانب عبر تحلية مياه البحر بما يعود بالفائدة علينا وعليكم..». هكذا قال رئيس الجمهورية.. فهل تعي قيادات أحزاب اللقاء المشترك ماذا يعني ذلك القول إزاء دعوتها أبناء تعز وتحريضها لهم ل«النضال السلمي» على طريقتها، والمعروف سلفاً غاياته وطرقه وأساليبه وآثاره.. أي أحزاب هذه التي تتجه نحو إهدار كرامة الوطن بالرقص على زيف الافتراءات والادعاءات؟!.. نعم.. مع كل إثارة للفوضى ترتفع أصوات أحزاب اللقاء المشترك باحثة عن تعز، إلى درجة تجعل المواطن البسيط يشعر أن هؤلاء لا يرون في تعز سوى صورة لمثيري الشغب.. إنكم تخطئون ياهؤلاء وجهتكم.. ف «تعز» ليست كما تعتقدون ولن تكون.. وقد خيبت ظنكم وكشفت عن اقنعة الزيف التي تختبئون خلفها مراراً وتكراراً.. تعز وأبناؤها الصورة الأجمل، والأغنية الرائعة التي لاتعرف للكذب باباً أو طريقاً.. ولا مكان فيها لدعاة الجهوية والمناطقية الذين أعمت السياسة بصائرهم ودفعتهم للجري وراء الاثارة على حساب مصداقية الكلمة ونبل الهدف.. مابال أحزاب اللقاء المشترك تركت مناقشة قضايا الناس وإيجاد الحلول لها واتجهت صوب الدعوة للاعتصامات والمظاهرات، والاستغلال الرخيص لأوجاع الناس.. والعزف على الوتر المناطقي الحساس.. لنقف لحظة صدق مع النفس اليوم.. ونراجع صفحات التاريخ القريبة ونعيد ذاكرتنا قليلاً للوراء ونراجع الأوراق الخاصة بالحزب الاشتراكي أحد اقطاب اللقاء المشترك مع أبناء تعز منذ سيطر على الأوضاع في جنوب الوطن سابقاً ونتعرف على نظرته الدونية التي كانت سائدة ومازالت لتعز وأبنائها. لنراجع الأوراق التي كتبها أبناء تعز بالدم في عهد الحكم الشمولي للحزب، وكيف تعامل معهم أثناء الصراعات الدموية التي دارت بين اجنحته المتصارعة.. لنقلّب دفتر الأيام ونقف ببصيرة أمام السنوات الأولى لتحقيق الوحدة المباركة..، ونتعرف بصدق على موقع أبناء تعز.. أين كانوا بين صفوفه آنذاك.. لنعود إلى أيام الانفصال المشئوم ونتذكر كيف عامل الحزب الاشتراكي أبناء تعز.. وما الصفات التي ألصقها بهم، والتي كانت دافعة لطردهم من المناطق الجنوبية.. هذا هو الحزب الاشتراكي الذي يدعو اليوم أبناء تعز لنضاله السلمي وإعلاء شعاراته المناطقية والجهوية والانفصالية.. هذا هو تاريخ المؤامرات والانقلابات والعنف الدموي، الذي لن ينسى ابداً.. لندع التاريخ القريب القريب.. للعودة إلى الوراء قليلاً ونقف مع صفحاته لحظة صدق ومسئولية.. لنقف أمام الأوراق الخاصة بحزب التجمع اليمني للإصلاح والوحدوي الناصري القطبين الآخرين في لقاء الزيف المشترك، ونسترجع جزءاً من نظرتهم العامة لأبناء تعز.. الذين لايعرفونهم ولا يتحسسون مشاكلهم إلا في مواسم الانتخابات عبر المتاجرة بأقواتهم.. وعند كل إثارة فوضى يشعلون فتيلها هنا أو هناك.. لنتعرف على لغة المناطقية التي لايجيدون سواها ولايحفظون غيرها عند توجيه خطابهم إلى أبناء تعز أو إلى أية منطقة يمنية أخرى.. لنعد إلى الآذان ماكان يتفوه به مرشح «المشترك» الرئاسي في عدد من المناطق اليمنية وتحريضه لأبنائها ضد تعز وإنسانها.. لنعد الاستماع إلى ماكان يتفوه به مرشح الإصلاح الرئاسي «العزب» في مهرجاناته الانتخابية ضد تعز وأبنائها:«الذين ينعمون بالوظائف في كل مناطق اليمن دونكم أنتم الذين لاتنالون غير الأدخنة والسموم والتلوث»!!.. هذه هي لغة أحزاب اللقاء المشترك مع تعز وأبنائها الذين يدعونهم اليوم إلى إثارة النعرات الطائفية والمناطقية والفوضى.. هذه هي لغتهم مليئة بالشعارات السطحية والمواقف المهزوزة والاستغلال السيء للقيم الديمقراطية وأجواء الحرية والتعددية.. والهدف كله من أجل الوصول إلى السلطة.. لعنة الله على هذه الكلمة التي دفعتكم للتخلي عن قيمكم والمتاجرة بهموم الناس وأوجاعهم.. ماذا قدمتم لتعز وأبنائها؟!.. أين أموالكم التي تسكبونها بسخاء على إثارة النعرات الطائفية والمناطقية.. وفي الوقت نفسه لاتفكرون في توظيفها في مشاريع استثمارية تسهم في انعاش الاقتصاد الوطني وتشارك في القضاء على جزء من البطالة ومكافحة الفقر؟! أين أنتم يا أقطاب المشترك.. يامن اقلقتم الناس في معاشهم.. وتدعون أنكم الأصلح والأنفع لتولي السلطة!!؟. استأثرتم بهوى النفس فغشيكم الهرج.. ارتميتم في احضان الدس والخديعة والوقيعة فأعمت السياسة بصائركم وأفقدتكم القدرة على تجاوز مواضع الرداءة التي تعيشونها وتعانونها. هل بالمسيرات والاعتصامات وتسيير المواكب والاحتجاجات ستبنون الوطن وتحلون الاشكالات التي يعانيها الشعب؟!.. هل بلغة اليأس والاحباط والقنوط التي تروجون لها بين الناس ستصلون إلى السلطة؟! يقيناً لا وألف لا.. لن تتمكنوا من تحقيق مآربكم الذاتية باستصراخ اللحظة العابرة وذرف دموع التماسيح على حساب الوطن وهموم أبناء الشعب.. لن تتمكنوا من ذلك أبداً كون مصالحكم مقدمة على المصلحة العليا.. وكونكم لا تعيشون بنبض الشعب بل بنبض أمانيكم وآمالكم الزائلة لامحالة. بصوت مدوٍ يقولها لم اليوم أبناء تعز: كفوا عن الشطط والمزايدات وجربوا لحظة صدق مع أنفسكم لتكتبوا وتتحدثوا بدم قلوبكم حقاً.. ليس بالاعتصامات والمظاهرات تحل الاشكالات التي نعانيها جميعاً.. ولكن باعتماد المصداقية والابتعاد عن الكذب والتزييف.. والتوجه الجاد نحو وضع الحلول والمعالجات لها بجانب الدولة وكل الأحرار من أبناء الوطن.. ليس بالصراخ والعويل سنقضي على الفساد وعلى مجمل الاختلالات التي أثرت على مسار الحياة وطبيعتها.. وإنما بالشراكة الفاعلة مع الحكومة والوقوف صفاً واحداً ضد كافة اشكال الاستغلال. ضد كل من يسعون فساداً في الأرض ويهددون بحماقاتهم حياة الجماعة واستقرار المجتمع وأمن الوطن ومصالحه العليا.. المحك الحقيقي أمام احزاب اللقاء المشترك إن أرادت أن تحترمها الجماهير كل جماهير الشعب أن تسهم بفاعلية في محاربة الفساد وتكون شريكاً حقيقياً مع السلطة في تجاوز كل الاشكالات الماثلة ويقيناً سيحسب لها ذلك.. أما إذا استمرت في اتباع سياسة التأجيج والترويج لليأس والإحباط بين الناس فستكون هي أول الخاسرين.. كون الشعب يعي جيداً مايضره وماينفعه.. ما يبقى ويمكث في الأرض وما يذهب جفاءً غير مأسوف عليه.