الشاميون أكثر فتوناً وتفنناً في اختيار الأسماء لأبنائهم وبناتهم، فهم يختارون لبناتهم الأسماء الرقيقة المعبرة عن الجمال، مثل "رغد، وظلال، نمير" بينما يسمون أبناءهم "سعداً، حساماً، باسلاً". وأهل الخليج يسموّن بناتهم: "موزة، عفرة، عنوداً، وضحة". ويسمي اليمنيون بناتهم "فاطمة، نعمة، بلقيس، غصون، نجود، حسناء، ثريا". وبحسب المناطق يسمى الأبناء؛ ففي مناطق اليمن الموحد بحمد الله شمالاً: "صالح، برّاق، «بتشديد الراء» شوعي وربيش، حفظ الله، حميد" وجنوباً: "أمذيب، سعيد، هزاع، قاسم داحش، مهيوب". ونلاحظ أن الأسماء المركبة مثل "عبدالرحمن، عبدالعزيز" بدأت تفسح مكانها للأسماء المفردة البسيطة، تأثراً بالبيئة العدنية فيما يبدو. وتسود حالياً الأسماء المصرية، يأتي بعدها الأسماء الشامية «السورية» على وجه الخصوص، تأثراً بالسينما، غير أن المصريين، الفئة الأعلى مادياً يسمون أسماء غير عربية تركية «عفت، مدحت، شوكت» وأوروبية «نانسي» «ريمي» «بولا» «صوفيا». وسألت طفلة لصديق عن اسمها فقالت: «فيكي» يعني أيش يا أباها؟!. أجاب: اسم "دلع" لفكرية!!. الاسم منتج ثقافي يخضع لثقافة الوالدين وحضرت صلحاً بموجبه تم الاتفاق على أن تكون التسمية من حق الزوج؛ بل لابد أن يكون القرار مشتركاً بين المرء وزوجه. وتنازل الرجل طائعاً «بالإكراه» لزوجته أن تسمي طفلته «زوزو» وسألتها: ماذا يعني هذا الاسم؟!. قالت: "زوزو" وخلاص!!. التأصيل للأسماء كان قديماً، غير أن المعاصرة تقضي ألا نتخلى حتى عن الموسيقى، موسيقى الأسماء. ونسيت أن أنوّه بأن للبيئة دوراً في التسمية، فهناك "طارش، مدهش، مكرد....".