ببساطة متناهية انضم محافظ تعز القاضي/أحمد عبدالله الحجري إلى جموع المواطنين المحتشدين أمام مبنى المحافظة بدعوة من أحزاب المشترك صباح الأربعاء الما ضي وليس كثيراً أو مبالغاً القول بأن المحافظ تفاعل مع دعوة الأحزاب إلى الاعتصام الاحتجاجي. هل كان المحافظ معارضاً ؟ بغض النظر عن ذلك فإن المحافظ الحجري كان مواطناً بالمقام الأول، وهو المقام والمنصب الذي لن يفقده أبداً وزيادة على ذلك كان يشارك أبناء المحافظة همومهم وشكاواهم وأفسح المجال لإثبات سلوك ديمقراطي راق يجمع المعارضة والسلطة في فعالية سلمية لا غبار عليها طالما بقيت كذلك ولم تعكرها التصرفات الطائشة . حاول البعض التهويل من حدث الاربعاء وتصويره وكأنه سابقة لاسابق لها ، واستبق إعلام الأحزاب المنظمة للفعالية «المناسبة» بالكثير من التضخيم والتجسيم حد اعتبارها ثورة شعبية على غرار الثورات الشعبية الكثيرة التي نظّر لها ولوح بها غير واحد من قيادات المشترك منذ ما قبل انتخابات سبتمبر الماضي ! إلى حدما من زاوية محايدة أفلح خطاب تهويلي كهذا في توتير الأعصاب ، أو بعضها ، وخشينا أن تفقد السلطة المحلية رزانتها في استباق الحدث بما يوحي تخوفاً أو ماشابه . ماحدث لاحقاً ، أظهر أن المجتمع بما فيه المؤسسات والسلطات التنفيذية ، تطبع كثيراً على تفهم واحترام السلوك الديمقراطي والحقوق المكفولة.. وعبر ظهور المحافظ ضمن الحشد المعتصم عن ثقة وتقبل كبيرين للاختلاف والرغبة في تأمين حوار جماعي يبلور الأراء وحشدها لمصلحة الجماعة والمجتمع. ولم يكن عادياً أن يتحدث المحافظ بالقول بأن «قيادة المحافظة تضع يدها بيد احزاب اللقاء المشترك وأنّ صدورنا مفتوحة لنرحب ونسمع من الجميع» بحسب ما أوردت «الجمهورية» أمس الخميس فالرجل عطّل تماماً أو إلى حد بعيد ، فاعلية الصيغة الحادة والخصامية التي أريد لها أن تطغى ويظهر بها الاعتصام ، ويمكنني الزعم بأنه سحب البساط من تحت أقدام احزاب المشترك ووضع الجميع على أرضية واحدة.. ولعله بذلك سجل حالة ايجابية في التعاطي مع الرأي الآخر حبذا لو انتهجها وعمل بها مسئولو ورؤساء السلطة المحلية في المحافظات الأخرى. ماأود التركيز عليه هو أن التظاهر والاعتصام يظل أمراً وارداً وعادياً بالمرة ، في مجتمع يؤمن بالتعددية وحرية الاختلاف والحقوق الديمقراطية المكفولة ، ولاينبغي الانجرار إلى دائرة الخوف أو الهلع والارتباك في مواجهة أمور كهذه ، بل على العكس يجب التعامل معها برقي وحنكة ودائماً تقتضي المصلحة تعويد وتشجيع المعارضة على السلوك الديمقراطي السلمي.. على الأقل نضمن لها عملاً ولو مؤقتاً ، حتى تجد لنفسها عملاً آجدى وأنفع. فقط ، ليس صائباً أن تخدع المعارضة نفسها والآخرين في تصوير مسيرة أو اعتصام وكأنهما زلزلة أو حدث استثنائي فريد لاسابق له لأنها بذلك تسرب الخوف والهلع وبما يوحي وكأنها تعد لمجهول أو محظور لامجرد فعالية عادية وسلمية. من جملة أشياء كثيرة قيلت واستبقت اعتصام الاربعاء، التهويل من شأنها وخطورتها بالترويج الإعلامي المكثف لما قيل إنها تهديدات بالقتل تلقاها النائب سلطان السامعي لموقعه ومكانته الحزبية والسياسية حتى طغى الموضوع الشخصي على الصيغة المطلبية العامة والقضية الأساسية للاعتصام. مجدداً ، أعلن تضامني مع الشيخ سلطان إذا كان هُدُّد بالقتل، ولكنني فقط استغرب التضارب الذي ظهرت به صحف المعارضة وأخرى أهلية بشأن التهديدات تلك ، ف«النداء» تحدثت عن 12 تهديداً بالقتل ورغم أنها صدرت الاربعاء إلا أن «الصحوة» الإصلاحية أكدت تلقي السامعي لتهديدين فحسب، وهي صدرت الخميس أي بعد يوم من النداء ، فهل تناقص العدد أم أن المسألة ضرب ودع وتخمينات ؟! شكراً لأنكم تبتسمون