الخميس الفائت، عدت فآمنت بالشعر مجدداً ! قاعة منتدى السعيد بتعز، كانت مدروزة بالقلوب والعيون المفتوحة على الشعر، على الماوراء، على الكلمة التي بايعها العربي قبل أكثر من ألف عام ملكة سرمدية على مشاعره وأحاسيسه المختلجة في مكان ما عميق خلف جدران الروح. أعترف بأنه سيمضي زمن طويل قبل أن أجرؤ على ادعاء كوني شاعراً، لكنني أجرؤ الآن على القول بأن الشاعر العربي هو صناعة شعبية يتقنها الجمهور العربي.. هو ابن هذا الجمهور الذي يؤمن بأن في مقدوره أن يعيش بلا خبز، لكن ليس بلا شعر، بلاملوك، لكن ليس بلا شعراء.. - كانت القاعة مدروزة بالقلوب والعيون، ولم أكن ملكاً، لكن باقة زهور من فكري قاسم توّجتني بتاج الملك.. رفّة هدب نشوان في عيون أستاذي وصديقي/ عبدالجبار طارش، أرغمتني على أن أكون شاعراً ،حبّ غامر في ملامح عبدالباسط السلامي.. روح قارئة مرهفة عذبة دفيئة امتلأ المكان بها وحماس مطلق العفوية في مسامات النبيل/ رشاد أحمد فارع، وأنامل العشرات، كل هذا الرهاب الملائكي اللذيذ، دفعني إلى أن اتقمّص دور الشاعر الملك، ولم أكن كتبت شعراً، لكن هذا المدمن الحب والحفاوة والنبض، غزل أحاسيسي، كلمات شاعرة، وبرعم على شفاهي قصائد، فوجئت بها، ولم تفاجىء أحداً سواي !!. - أحتاج إلى أن أطبع قبلة على جبين كل من حضروا ليستمعوا إلى ثرثراتي وحماقات عمري، بدءاً من جلادي الجميل الناقد/ محمد ناجي أحمد، مروراً بالمحب المتشيّع لي جداً الدكتور/ عباس الزريقي، وليس انتهاءً بابن العم السندباد اليمني الأمريكي / أحمد هائل سيف. تلك مشاعر ملحة ينبغي أن أحررها هنا، أو أن أختنق بها صامتاً.. وأسأل القارىء الكريم الصفح لمثل هذه الأنانية، كما قد تبدو بالنسبة إليه!. -إنها المرة الأولى التي أجدني فيها، منفرداً على منصّة، ومطلوباً مني أن أقرأ حصاد عمر، مما أسميه بالتجاوز - شعراً، يستحق السماع. انها بحق «ورطة جميلة»، دفعني إلى شركها لفيف محب من الأصدقاء، على غرّتهم الأستاذ الأب/فيصل سعيد فارع.. ولا أدري الآن، هل ينبغي أن أكون سعيداً، لأن راحات الحضور بادلتني الخفق والاختلاج، وأكرمتني فوق ما كنتُ أتوقع ؟!. إن ذلك يعني أن أكون شاعراً؟ وهو مالا أطيق ولا أجرؤ على أن أكونه.. تذييل - حبّنا أن نجعل الكفّ على الكفّ ونمشي.. وإذا جعنا تقاسمنا الرغيف - في ليالي البرد أحميك برمشي وبأشعار على الشمس تطوف محمود درويش