بعد إفطار الأمس أمسك العاملون في مسلسل «شاهد عيان» بالهراوات وانهالوا بها فوق رؤوس المشاهدين، أرادوا تقديم كوميديا أو ملهاة فإذا بالمشاهدين أمام مأساة. تخيلوا .. حلقة كاملة من المسلسل المحلي «شاهد عيان» عبارة عن صراخ من نصف العاملين في «مصلحة » وقد تحولوا ما بين واحمة وحبلى في الشهر السابع أو التاسع .. وأخرى تطلق صرخات الطلق وجميع تلك الصرخات من ممثلي الحلقة الرجال الذين تقمصوا دور آخر فتفوقوا فألحقوا الكثير من الأذى بعين المشاهد. صحيح أن الجماعة أغلقوا الحلقة بالحديث عن كون الموضوع مجرد كابوس ولكن بعد خراب مالطا وبعد أن قدموا نصف ساعة من الصراخ ببطون منتفخة. ومع تقديري لجهود يحيى السنحاني وعبدالرحمن دلاق، مخرج المسلسل وطاقم التمثيل فقد شعرت ومن شاركني في متابعة الحلقة بالخجل من إطلالة الآخرين علينا عبر تفاصيل تلك الحلقة. مساء أمس لم نشاهد توقد فكرة وإنما صراخاً وحمى وعرقاً وآلاماً وخورات ومخاضاً متعسراً وأوجاع ولادة لممثلين بشنبات وذقون في حلقة كاملة ومازلت أسأل ما هي الفكرة والقيمة الكوميدية أو حتى التراجيدية في الذي شاهدناه؟! .. أية قيمة اجتماعية أو فنية لتلك الحلقة؟! .. وعفواً .. قد نقبل من مسلسل أن يكون عبارة عن مشاهد من المطاردة بين شخصيات خارج إطار التحضر أما أن نعرض حلقة كاملة لفريق من الصارخين، الرجال الذين يستحضرون أنين الحبل والتوحم توجعاً وصراخاً لا ينقطع فهو أمر يحتاج من مسؤولي الفضائية إلى المسارعة في نصب الغربال احتراماً للجميع.