تتميز بلادنا بالكثير من العادات الاجتماعية الحميدة التي قد توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد،مع العلم بأن لكل شيء ايجابياته وسلبياته ولكنني هنا لن أتكلم عن العادات الايجابية التي يعرفها الجميع وليس هناك داع لذكرها ولكنني سأتكلم عن عادة تحتاج منا إلى إعادة النظر فيها من تلقاء أنفسنا دون الحاجة إلى استخدام أساليب للحد منها ألا وهي ظاهرة حمل السلاح. يُعد السلاح من أهم المظاهر التي يعتبرها البعض جزءاً من هوية المواطن اليمني، وهنا ينقسم السلاح إلى قسمين سلاح أبيض «الجنبية والخنجر» التي اشتهر بها الآباء والأجداد واعتبرت من أهم مظاهر المواطن اليمني والتي لايستطيع التخلي والاستغناء عنها بسبب أنها تُعطي مظهراً جميلاً وتدلل على أصالة تاريخ حاملها ويستفيد منها فيما هو إيجابي وهنا يؤيد الجميع منطق أن هذا النوع من السلاح جزء من هوية المواطن اليمني، أما القسم الآخر فهو السلاح الناري الذي لايكاد يخلو بيت منه والذي سعت الدولة مؤخراً إلى عملية تنظيم حمله بما يكفل للمواطن والزائر والمستثمر الطمأنينة والأمان، لأنه وبصراحة كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة حمل هذا النوع من السلاح وتهور البعض في استخدامه الاستخدام غير المشروع والمفرط في الاعراس والمناسبات وفي بعض الاشكالات التي بسبب وجود هذا النوع من السلاح قتل الكثير من الأبرياء وترملت بعض النساء وتيتم أطفال سواء عن طريق القتل العمد أو الخطأ أو التسبب في عاهات لاتحمد عقباها، وقد وصل الحد إلى أن انتشرت هذه الظاهرة أيضاً بين الاطفال دون سن الخامسة عشرة وأصبحوا يتفاخرون باطلاق الأعيرة النارية أمام آبائهم وإخوانهم دون أي رادع يذكر، فسلبية حمل هذا النوع من السلاح لايختلف عليها اثنان، فخطوة تنظيم حيازة وحمل السلاح التي سعت الحكومة مؤخراً إليها منذ ثلاثة أشهر تقريباً عبر إصدار لائحة تنظيم حمل السلاح والتشديد في إجراءات تنفيذ هذه اللائحة خطوة إيجابية وناجحة بكل المقاييس وتستحق كل التقدير والامتنان لأنها تحافظ على الطمأنينة العامة ورغم كل ذلك لم تصمت أصوات النشاز بل بدأت تصرخ وبأعلى صوتها ضد هذه الإجراءات ومن وجهة نظري الشخصية لايسعى إلى انتقاد تلك الإجراءات أو معارضتها إلا مغرض ومحب لإثارة الفتنة والفوضى، ألا يكفينا ماقد حصدت تلك الأعيرة النارية في الماضي من أرواح نتيجة سوء استخدامها؟ ألم يقتل بعيار ناري خاطئ أخ أو صديق؟ ألم تكن ظاهرة حمل السلاح الناري من أهم الاسباب الرئيسية لديمومة وجود الثأر؟ بكل صراحة ووضوح أجزم ويجزم الجميع بأن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة صائبة 100 % ونتمنى أن تستمر، فمثل هذه الخطوة الجبارة طمأنت الجميع سواء المواطنون في الداخل أو الزائرون أو المستثمرون الذين كانت لهم آراؤهم الخاصة فيما يخص هذه الظاهرة، فقد أصبح الزائر والمستثمر اليوم مطمئناً لايخشى شيئاً وبخاصة عندما تم تطبيق هذه اللائحة على الجميع دون أي تمييز والتي طالما انتظر الجميع إصدارها وهو الآن يطمح إلى إصدار قانون ينظم هذه العملية. [email protected]