من المعروف لدينا جميعاً بأن حمل السلاح في عهود سابقة كان يمثل جزءاً من هوية المواطن اليمني ، بل كان المواطن اليمني يعتبر السلاح رفيقه ويتفاخر بحمله ، ويمكن أن أبين سبب ذلك في أمرين هما : الأمر الأول : أن المواطن اليمني ورث هذه العادة عن آباءه وأجداده وقد يعتبر البعض التخلي عن ذلك تخلٍ عن جزءٍ من هويته وتاريخه . الأمر الثاني : أن حمله للسلاح يجنبه أي مخاطرٍ قد تلحق به فهو يستطيع من خلاله الدفاع عن نفسه متى ما احتاج إلى ذلك . إنني هنا لا أدعوا إلى عدم حمل السلاح بشكلٍ عام فعندنا عادة لبس السلاح الأبيض ( الجنبية ) وهي سلاح تقليدي نستطيع من خلالها الحفاظ على موروثنا الحضاري والتاريخي وقد تعود عليه آبائنا وأجدادنا ، لكنني هنا أدعوا إلى عدم حمل السلاح الناري الذي تسبب في مقتل الكثير من الأبرياء سواءً بالقتل العمد أو الخطأ وذلك من باب القاعدة الفقهية " درء المفاسد أولى من جلب المصالح ". ومما يزيدنا استغراباً أن بعض الناس يتفاخرون بحمل السلاح الناري في الشوارع بل وفي بعض الدوائر الحكومية أوقات الدوام الرسمي ، فلسنا في حرب تستدعي منا حمل السلاح في مثل هذه الأماكن فقد أصبحنا ولله الحمد في وطنٍ ينعم فيه المواطن بالأمن والأمان والطمأنينة ، فبعض الأماكن يتحتم على الجميع احترامها وعدم إظهار أي نوع من الأسلحة التي ربما قد تصيب المترددين عليها بالخوف والهلع . إن مما يثير الرعب بين أوساط المجتمع وبخاصة النساء والأطفال ظاهرة إطلاق النار التي ربما قد تعودنا عليها من كثر سماعها وبخاصة في المناسبات الدينية كشهر رمضان وعيد الفطر المبارك وكل ذلك سببه حمل السلاح ، فها نحن وعلى سبيل المثال منذ بداية شهر رمضان المبارك وحتى يومنا هذا لا يمر علينا يومٌ إلا ونحن نسمع أصواتاً لأعيرةٍ نارية دون أي داعٍ لإطلاقها سوى الاستعراض أمام الأصدقاء أو المزاح . إن مثل هذه الظاهرة تستدعي منا جميعاً التنبه إليها والحد منها والوقوف بحزمٍ تجاهها والنظر إلى مخاطرها التي قد لا تحمد عقباها وما تسببه من إقلاقٍ للأمن، ويجب على الجميع التوعية بمخاطر هذه الظاهرة وبخاصة الإعلاميين والمثقفين وتبني إقامة ندوات للتوعية بذلك ، وعلى الجهات المعنية سرعة إصدار قانونٍ ينظم عملية حمل السلاح وتشديد العقوبات على كل من يخالف ذلك حفاظاً على السكينة العامة وطمأنينة المواطن . * [email protected]