عدن «ثغر اليمن الباسم» اكتسبت شهرتها التاريخية من أهمية موقع مينائها التجاري الذي يعد أحد أهم المنافذ البحرية لليمن منذ أزمنة موغلة في القدم من خلال خليج السويس غرباً، إلى رأس الخليج العربي شرقاً، وكان ذلك الثغر المدخل بمثابة حلقة وصل بين قارات العالم القديم مهد حضارة الإنسان وآسيا شرقاً، وافريقيا غرباً، وأوروبا شمالاً. ومن خلال ميناء عدن قام اليمنيون القدماء بدور التاجر والوسيط التجاري بين اقليم البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا وشرق افريقيا والعكس، وبذلك صارت عدن بمثابة القلب النابض لتنشط حركة التجارة العالمية قديماً، ويردد ذكرها في الكتب المقدسة مثل التوراة والمصادر التاريخية الكلاسيكية عند الرومان واليونان والقدماء، وكتابات الرحالة والمستشرقين . ومن هذا المنطلق وهذه الخلفية التاريخية لمدينة عدن العريقة تسطر لنا الوقائع اليومية وخاصة بعد إعادة منجز الوحدة اليمنية المباركة في 22مايو 1990م، والتي تشرفت مدينة عدن بأن ترتفع فوق سمائها خفاقة وعالية راية الدولة اليمنية الواحدة ودعم واهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية قرب استعادة هذه المدينة لمكانتها التاريخية كمحور للتجارة الدولية، ومنطقة حرة وعاصمة تجارية واقتصادية وميناء حديث يربط الشمال والجنوب والشرق والغرب. وعدن اليوم يعود لها بريقها الساطع، واسمها المطبوع في الوجدان والذاكرة العالمية.. وتحتل مكانها اللائق في جغرافية العالم، وفي أعماق وأفئدة اليمنيين التي تتشابك أياديهم فيها، ويصنعون ويرسخون بنيانها الشامخ. عدن نفضت من على جسدها وثوبها غبار سنوات الإهمال وانطلقت بإرادة على دروب الحياة والعطاء الجميل ونمت ورشة عمل كبيرة تعزف فيها صباحاً ومساءً سيمفونية العشق اليماني، والغناء بأحلى قصيدة حب.. ووفاء. عادت عدن متوجة بإكليل الفل والكاذي، ومعطرة بروائح البخور العدني، وودعت الشعارات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وهاهي قلعة صيرة، والصهاريج، ومآذن وقباب المدينة شاهدة وفرحة ومستبشرة بوجه عدن، وعودة الابتسامة الصافية الرائعة على ثغره خاصة بعد أن وضعت المدينة أقدامها على أعتاب مرحلة جديدة في البناء، والتنمية، والتحديث ، والعمران وعلى مختلف الأصعدة. وهاهو ميناء عدن، وخليجها، وأسراب طيور النورس تحكي لنا حكاية مدينة بطعم العسل ونكهة البن اليماني. حكاية الحراك والخلق والنشاط والإبداع الإنساني الذي يضفي عليها الحضور والمكانة والتواصل مع مرافىء وبحار وموانىء الدنيا. وها نحن نطبع على خد عدن قبلة حب.. وعرفان، ونجدد العهد في المضي قدماً نحو الأجمل والأفضل.