في الحرب على السرطان متعة حقيقية وشرف إنساني كبير لايصل إليه أولايكاد يقوى على ملامسة أول الطريق إليه من لايعرف إلا حرب السياسة وصراع المصالح المغتصبة باسم الفقراء الكادحين والنضال الكاذب. أمراض السرطان تفتك بآلاف اليمنيين كل عام، والعدد في ازدياد.. بينما الأحزاب منصرفة عن اليمنيين ومشاكلهم المعيشية والصحة العامة للسكان.. ومنشغلة بمتابعة لقاءاتها المليونية للبحث في قضايا وصفقات انتخابية وتقاسم اللجنة العليا ولجان القيد والتسجيل والاقتراع. حين يضرب السرطان ويوسع دائرة ضحاياه من أبناء اليمن، تكون الأحزاب مهتمة جداً بصحة السجل الانتخابي وسلامة اللغة الركيكة في منطوق بياناتها الألفية التي لاتزال تعدنا بالجوع والفقر والمرض.. والكارثة. يسقط المزيد من الأطفال والنساء والشباب ضحايا السموم والملوثات وانعدام الضمير والرقابة والمساءلة.. وتبقى الأحزاب متأهبة جداً لمناقشة مستجدات الحوار العقيم فيما بينها، والخروج بصيغة أقوى هذه المرة للبيان الذي سوف توزعه على الصحف والمواقع والمراسلين.. وترسله بالتأكيد إلى سفارة واشنطن ومقر المفوضية الأوروبية وجهات أخرى في الخارج. شرف مرضى السرطان أنهم يكافحون لهزيمة اليأس ولايسلمون الراية حتى الرمق الأخير.. هؤلاء هم المناضلون على الحقيقة وسواهم ليسوا أكثر من سُراّق «مهرة» وتجار «شنطة» وباحثين عن الأرباح في كل مقلب ومحرق. من الواضح أن هموم الناس وحياة المواطنين ومعاناة اليمنيين وقضايا صحتهم العامة والسلامة المجتمعية، كل ذلك ليس مهماً ولايعتبر أولوية في أجندة الأحزاب والمناضلين سلمياً.. سواء في صيفهم أو الشتاء. ومن الواضح، أيضاً، أن ملوثي البيئة وتجار السموم المحرمة والمبيدات القاتلة ومسببات السرطان، هم أيضاً يناضلون بطريقتهم الخاصة.. وربما يرون أنفسهم في نضال سلمي، تماماً كما هي الأحزاب وقياداتها المريضة بسرطان الضمير. الجميع يبيعون المبيدات والسموم.. في أكياس وعلب أو في بيانات وتصريحات. شكراً لأنكم تبتسمون