يقول مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بمحافظة إب مروان العديني إن الإحصائيات بعدد حالات المصابين بمرض السرطان بالمحافظة سجلت ارتفاعاً كبيراً بلغ حتى نهاية 2009م (500) حالة وتتركز في مديرية جبلة بأعداد كبيرة وكذا مديرية ريف إب.توعية مكثفة وعن دور المؤسسة في مكافحة هذا الداء الخبيث يقول مروان العديني: إن المؤسسة تقوم بالتوعية والتثقيف بمخاطر السرطان وأعراضه وطرق الوقاية منه من خلال استراتيجية توعية تنفذ كالتالي: الحملات التوعوية لجميع شرائح المجتمع”طالبات – طلاب- مدارس وجامعات- وموظفي الدولة.. من خلال العروض التعليمية وانزال الاخصائيين لإلقاء المحاضرات وتوزيع البروشورات التوعوية التي تصل إلى مائتي ألف بروشور بالإضافة إلى عقد الندوات العلمية والمحاضرات التي يلقيها الاستشاريون الذين يتم استضافتهم من المركز الوطني للأورام ونستهدف من خلال هذه الندوات أطباء المحافظة وجميع شرائح المجتمع بالاضافة إلى اقامة دورات للفتيات والممرضات حول عملية الفحص الذاتي لسرطان الثدي يشرف عليها الاستشاريون. أدوية وفحوصات مجانية وحول ماتقدمه المؤسسة لمريض السرطان.. يقول مدير المؤسسة: نقوم بتقديم الرعاية الطبية لمرضى السرطان بالمحافظة وتشمل توفير الأدوية الكيماوية لمريض السرطان مجاناً كما تقدم الفحوصات المخبرية أيضاً مجاناً وأيضاً تدريب وتأهيل الكادر الطبي الذي يعمل في وحدة الأمل من خلال إرسالهم وإشراكهم بالدورات التدريبية في مجال مكافحة السرطان في صنعاء كما تقوم باستضافة الاستشاريين من المركز الوطني للأورام بصنعاء لمعاينة الحالات المرضية ومتابعتها وتنفيذ عدد من الدورات للأطباء والطبيبات والعاملين في مستشفيات المحافظة, أيضاً نقوم بإرسال الحالات التي تحتاج إلى متابعة أو جراحات إلى صنعاء على نفقة المؤسسة بعد إحالتها من وحدة الأمل لمعالجة الأورام. وفيما يتعلق بامكانية قيام المؤسسة بإجراء دراسات حول أسباب انتشار مرض السرطان: قال مدير عام المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان: توجد دراسات في المركز الرئيسي وبالنسبة لفرع المؤسسة بإب فإنه سوف يفتتح السجل السرطاني للمرضى والذي سيتم من خلاله التعرف على وضع المريض”معيشياً وغذائياً وسلوكياً”.. وبالتالي يمكن أن تحدد العوامل التي تساعد على انتشار هذا المرض. من 35 إلى 500 حالة د/مختار القحطاني – المدير الفني لوحدة الأمل بمحافظة إب من جانبه قال: محافظة إب كانت قبل ثماني سنوات تحتل المرتبة الثامنة في عدد اصابات السرطان وفي نهاية عام 2009م قفزت إلى المرتبة الأولى في عدد الاصابات بمرض السرطان وكانت عدد الحالات في بداية 2010م 35 حالة جديدة مصابة بمرض السرطان. وعن أسباب هذا المرض يقول القحطاني: لايوجد سبب بحد ذاته وإنما هناك عوامل تساعد على انتشار هذا المرض متفق عليها لدى العلماء ومنها التدخين والعوامل البيئية والعادات السيئة مثل الشمة وسموم القات وعوامل فيزيائية مثل الاشعاعات والعوامل البيولوجية مثل بكتيريا المعدة لفترات طويلة وعوامل فيروسية مثل فيروس HBV الذي يصيب عنق الرحم وفيروس الكبد البائي الذي يسبب سرطان الكبد واستعمال الأواني البلاستيكية للمواد الحارة وتكرار استعمال زيت الطبخ لعدة مرات واستعمال الصبغات الصناعية وغيرها. سرطان الثدي الأكثر انتشاراً - ماهي أنواع السرطانات الموجودة في المحافظة؟ يوجد عدة أنواع منها سرطان الثدي والذي يحتل المرتبة الأولى ويليه سرطان الغدد الليمفاوية وفي المرتبة الثالثة سرطان الجهاز الهضمي ورابعاً سرطان الدم.. الخ. اكتشاف المرض في مراحله الأولى يمكن معالجته - ماهي النصيحة التي تسديها لمريض السرطان والأسرة والمجتمع؟ أولاً يجب على الأصحاء بشكل عام ذكوراً وإناثاً إجراء الفحوصات الدورية.. وخصوصاً المرأة يجب اجراء الفحص للثديين والتي أصبحت متاحة ويمكن للمرأة أن تقوم بالفحص ذاتياً. القات سبب رئيسي لمرض السرطان ويكشف د/عبدالله المطري- أخصائي في الجراحة العامة وجراحة المناظير عن بعض الاستنتاجات التي توصل إليها من خلال الاحصائيات التي تم اجراؤها حيث يقول: أجري 380 منظاراً للجهاز الهضمي العلوي وثبت اصابة 37 حالة بمرض السرطان بعد التأكد من خلال الفحص النسيجي”الخزعة” وكانت الاصابة بين النساء 18 والذكور 19 ووجد أيضاً أن عدد الحالات تحت سن (40) سنة 9 حالات بنسبة 19 % وهذه النسبة مرتفعة جداً عند مقارنتها بالدول المتقدمة وقد ناقشنا المرضى ووجدنا أن 85 % يتناولون القات بشكل يومي ولساعات طويلة وأيضاً ينتمون إلى مناطق تشتهر بزراعة القات. ويضيف الدكتور المطري: يوجد بعض المخزنين لايصابون بمرض السرطان ولكن نحن نتحدث عن نسب فمثلاً إذا كان 20 % لايصابون فإن 80 % يصابون مثل التدخين فقد ثبت لدى العلماء أنه سبب رئيسي لمرض السرطان ومع ذلك يوجد 20 % لايصابون. خزن الطعام لفترات طويلة - ماهو السبب في زيادة عدد الاصابات بهذا المرض في مديرية جبلة؟ إنه لابد من إجراء الأبحاث حول هذه الظاهرة فقد يكون خزن الطعام في المدافن لسنوات طويلة له علاقة لأنه وجدت بعض الطحالب المسرطنة فقد ثبتت هذه العلاقة عند دراستنا في العراق الشقيق فقد وجد أن منطقة تفشى فيها مرض السرطان واتضح أن خزن الطعام لسنوات طويلة في مدافن تسبب في ظهور طحالب مسرطنة طبعاً بعد أن قام الخبراء بإجراء أبحاث طويلة. وعموماً أؤكد أنه لابد من اجراء الأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع وأما مريض السرطان فيجب عليه أن يتابع إرشادات الطبيب في استعمال العلاج ولايقطع العلاج إلا من بعد استشارة الطبيب لأن البعض يتوقف عن العلاج وخصوصاً الكيماوي لما يسبب له من قلق وتوتر وازعاج وقبل هذا يجب على المريض أن يكون مؤمناً بأن الشافي هو الله وأن لايقنط من رحمة الله فما أنزل الله من داء إلا وله دواء. ومرض السرطان مثله مثل بقية الأمراض فإذا ماتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى فإن نسبة العلاج تصل إلى 70 % وهناك حالات شفيت من هذا المرض كما أني أنصح مريض السرطان بأن يبتعد عن القلق والخوف وبالنسبة للأسرة فيجب أن تكون بجانب المريض وتنظم تغذيته ونحرص على اعطائه العلاج أولاً بأول وباتباع ارشادات الطبيب. كما ينبغي على المجتمع أن يسهم في التوعية والوقوف في وجه انتشار هذا المرض من خلال دعم المريض والجمعيات والمؤسسات التي تعمل على مكافحة هذا المرض كما يجب محاربة التدخين سواء في الأماكن العامة أو الخاصة. أسباب موضوعية د/أحمد نعمان الحكيمي – أستاذ الكيمياء المساعد بجامعة إب يرى أن زيادة الأمراض السرطانية في اليمن عموماً وفي محافظة إب على وجه الخصوص في السنوات القليلة الماضية وبشكل مفاجئ لها أسباب موضوعية وعلمية كثيرة ومن ضمنها الاستخدامات المفرطة للسموم بكافة أشكالها وغياب الوعي الكامل عند التجار الموردين لهذه السموم والتجار الصغار وكذلك المزارعين ولانستثني بذلك المستهلكين المستخدمين لهذه المواد الخطرة.. إن مايدخل اليوم من المواد السامة إلى بلادنا أطنان من هذه المواد والتي تكون بطرق شرعية أوغير شرعية وخاصة إذا زاد الطمع الشخصي على المسئولية الوطنية والولاء الوطني أوالحس الوطني حيث تكون معظم المواد الداخلة بطرق غير شرعية هي سموم محرمة دولياً وهناك العديد من هذه الأصناف موجودة في بلادنا وتحت أسماء وشعارات مختلفة وعلى الرغم من الحد من انتشار مثل هذه السموم. إن الجزء الأكبر من هذه السموم يستخدم للقات بينما تعطى بقية المزروعات الأخرى الجزء اليسير إضافة إلى أنواع من السموم المعروفة بمبيدات الآفات الزراعية والنباتات الضارة وهناك العديد من السموم والتي تستعمل للقضاء على الآفات المصاحبة لنمو النباتات وخاصة التي يمكن استخدامها بدون أي غسل ومن الممكن أكلها بشكل آني فقد أثبتت الدراسات العلمية أن استخدام السموم لرش الأشجار والثمار التي من الممكن أكلها بدون غسل إضافة إلى عدم أخذ النبات الوقت الكافي للتكسير مثل هذه السموم حيث تعمل عوامل التعريةالمختلفة من ضوء الشمس أو الرياح أوالمطر في التخلص من جزء كبير من هذه السموم الموجودة على سطح الورقة. تركمات السموم كما أن النباتات تعمل على تكسير جزء من هذه المواد السامة التي امتصتها إذا أعطيناها الوقت الكافي.. أما إذا تم استهلاكها بعد عمليات الرش بوقت قصير فبالاضافة على المواد السامة الموجودة على الورقة فهناك تراكيز عالية من السموم داخل النبات والسموم في حد ذاتها لاتعمل بشكل فوري إلا إذا بلغت الكمية المستهلكة الكمية الحرجة وهذا عادة لايحصل من جراء استهلاك النبات أو القات أو المنتوجات الزراعية في نفس الوقت لكن مع مثل هذه المزروعات تدخل عملية التراكمات المستمرة للسموم وبشكل مستمر حتى تصل على المرحلة الحرجة تبدأ التأثيرات الخطرة لهذه السموم من حيث ظهور أعراض مرضية مختلفة أهمها الأمراض السرطانية المختلفة لذلك لابد من نشر الوعي بين جميع الأشخاص المتعاملين مع مثل هذه السموم في كيفية الرش لأن الكثير من المزارعين وأبنائهم والعاملين معهم والمستنشقين مباشرة لمثل هذه السموم يكونون أكثر عرضة للأمراض الخطرة ويأتي بعدهم المستهلكون للمزروعات التي تعرضت لمثل هذه السموم ولذلك لابد من العودة دائماً إلى التحذيرات الموجودة على قناني المواد السامة وكذلك إلى كمياتها المحددة المطلوب مزجها بالمواد الأخرى وكذلك كيفية رشها وكم من الوقت مطلوب بقاؤها على النبات، أما إذا قام المزارعون باستخدام هذه السموم بشكل مفرد أو باستخدام خلطات مختلفة منها دون الرجوع إلى الارشادات التوضيحية لهذه السموم وإلى كمية مزجه سواء بالماء أو بأي مادة أخرى كما هو حاصل هذه الأيام وكذلك غياب الوعي عند هذا المزارع في كم من الوقت لابد أن تبقى هذه المادة السمية على الشجرة قبل أن يبدأ استخدام هذه الشجرة سواء كانت مزروعات تستخدم للأكل او القات فإن ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة على الجميع. استخدام المواد الملوثة إضافة إلى مثل هذه السموم فهناك الكثير من المواد السامة الأخرى المعروفة بالعناصر الثقيلة وزيادة تركيزها في الجسم نتيجة استخدام النباتات الملوثة بالعناصر الثقيلة والمنتقلة إليها نتيجة التلوث للتربة بهذه العناصر نتيجة مياه ملوثة وخاصة المياه غير المعالجة في ري النباتات القريبة من سطح الأرض وخاصة التي تستخدم في السلطات ومن أمثلة هذه العناصر الثقيلة الرصاص، الكادميوم، النحاس، الزنك وغيرها وفي دراسة قمت بها في تأثير الري بالمياه غير المعالجة على المزروعات في عدة مناطق من محافظة إب هي ماء سائلة جبلة وماء وادي الربادي وماء الخرج من محطات المعالجة في ميتم وماء الذهوب وماء اللحي وماء النادرة وماء اللحي (الغيل) وماء النادرة المحائي(عزلة ميتم) وماء الحرورة عزلة ميتم فقد وجدنا أن هناك نسباً عالية من العناصر الثقيلة في هذه المياه وبنسب متفاوتة حيث كان معظمها تراكيز تعدت التراكيز الخطرة مما يجعلها ملوثة للتربة بالاضافة إلى التلوث الواضح والكبير بالعديد من البكتريا والفطريات الممرضة والتي تؤدي إلى مشاكل كبيرة جداً إذا ما تم استخدام هذه النباتات دون احتياطات لازمة مثل غسل هذه النباتات بالماء ثم نقعها لمدة ربع ساعة بالماء المحتوي على الخل لضمان قتل البكتريا والفطريات وخاصة في النباتات التي تؤكل بدون سلق كالسلطات مثلاً الجزر والطماطم وغيرها وقمنا بعد ذلك بدراسة التربة المعتمدة في الري على هذه المياه بالاضافة إلى النبات المروي بمثل هذه النباتات فوجدنا أن التراكيز العالية لهذه العناصر تتواجد في النباتات القريبة من سطح الأرض كالخس والبقل والكزبرة و..إلخ مما يجعل استهلاكها يعد أمراً خطراً حيث يعمل في زيادة تراكيز مثل هذه العناصر المسببة للكثير من الأمراض السرطانية داخل جسم الانسان. من جهة أخرى فقد وجدنا أن تأثر النباتات ذات السوق الطويلة أقل تأثراً بهذه العناصر الموجود بالمياه وهذا ما أكدته الكثير من الأبحاث العلمية المنشورة عالمياً لذلك من الممكن استخدام مثل هذه المياه غير المعالجة في زراعة الأشجار طويلة الساق. مخاطر الأدوية المهربة إن الشيء الأكثر أهمية والذي لايجب أن يمر هنا مرور الكرام هو الأدوية المهربة والمنتشرة في السوق بشكل كبير طبعاً الأدوية هي عبارة عن مركبات كيميائية سامة وخطرة ولابد أن يكون التعامل معها من قبل مختصين في هذا الجانب سواء كانوا أطباء أو صيادلة سواء كانت هذه الأدوية محضرة كيميائياً أو كانت عبارة عن مستخلصات نباتية فهي مركبات كيميائية ولها ظروف لازم الالتزام بها حتى تبقى بشكل جيد ومفيد فالأدوية بكل ماتعنيه كلمة الأدوية من معان سامية فإن المهرب لها لايعرف منها إلا الكسب السريع والوفير ضارباً عرض الحائط بحياة الآخرين متناسياً حتى أدنى مستويات الوطنية وتأنيب الضمير لأن هذه الأدوية إذا تعرضت إلى ظروف غير مناسبة من حرارة أو رطوبة أو برودة أو... إلخ من الظروف فإنها تتكسر المركبات الكيميائية المكونة لها متحولة إلى مواد سامة جداً وخطرة جداً ولابد أن يتم التخلص منها بأي طريقة غير الطريقة التي يعتمدها أصحاب الضمير الميت من الأطباء والعاملين في الصيدليات من بيعها للمواطنين والتي عادة ماتكون لأمراض مهمة بحيث يصعب على المريض أو من يهتم بأمره أن يرفض مثل هذه الأدوية بسبب حالة المريض هذا إذا كان مثقفاً ويعرف خطورة الأدوية المهربة. أما إذا كان من عامة الناس البسطاء فيأخذها ليتعالج بها لكنها تنقلب عليه بأمراض خطيرة جداً ومتنوعة وليس من المستبعد أن تكون أمراضاً سرطانية مختلفة ولو تجولت على الأطباء لوجدت العديد ولا أقول الكل لأن من هؤلاء الأطباء ملائكة رحمة بكل ما تعنيه الكلمة ولكن نحن نتكلم عن ضعفاء النفوس من الذين لايعرفون من الأدوية إلا البيت الكبير والسيارة الفارهة والكسب الكثير المشبوه والمغمس بألم وآهات الأبرياء الذين وثقوا بهم فخانوهم وسلموهم إلى المعاناة فأنا أرى أنه لابد من الضرب بيد من حديد ضد كل من يتعامل بالأدوية المهربة أو المصنوعة في مناشئ غير موثوقة هذا إذا أردنا أن نحد كثيراً من مسببات أمراض السرطان في بلادنا وهي مسئولية مشتركة بين المواطن والجهات المعنية في الإبلاغ عن ضعفاء النفوس واتخاذ الجهات الرسمية كل الوسائل الرادعة لإيقافهم فهؤلاء الأشخاص يعلنون الحرب علينا كمواطنين ولكن بسلاح يرونه هم مصدر دخل ورزق ونراه نحن مصدر وباء ومرض.