في لحظة إنسانية .. وجدانية .. مؤثرة .. ارتفع سعر أسورة ذهب “صغيرة” إلى عشرة ملايين ريال !! ?ولا غريب في ذلك لأن المبلغ سيذهب إلى مرضى السرطان .. ومن قام بدفعه هو فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ..وصاحب القلب الكبير.. والرجل الإنسان الذي عودنا دائما على أن يكون أول المبادرين والمهتمين بالقضايا الإنسانية .. التفاعل الإنساني الرائع كان مثمراً وفخامة الأخ الرئيس يعلن تبرعاً بمبلغ مائة مليون ريال سنوياً لمرضى السرطان .. ويوجه الحكومة باعتماد مليار ريال في موازنة 2008 م لإنشاء مراكز لمكافحة السرطان في عدد من المحافظات .. ولا أعتقد أن من حضر أو شاهد الحفل الذي أقامته المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان الأربعاء الماضي .. لم يتأثر .. ولم يبك قلبه قبل عينيه على من ابتلاهم الله بالمرض الخطير الذي يصادر الحياة .. ويفتك بالإنسان.. كانت أنهار .. ذات الثلاثة الأعوام شاهد حال لمشهد الحزن في مواجهة “السرطان “ وكانت اللحظة أبلغ .. وأكثر تأثيراً وأعمق في إيصال الرسالة المهمة إلى الجميع .. من يجب أن يبتعدوا عن المسببات .. ومن يفترض أن يبادروا للمساهمة في التخفيف عن من يعيشون مرارة الصراع مع المرض من أجل البقاء .. مشهد البراءة في وجه طفلة صغيرة .. معذبة بمرض خطير لا تعي ما هو حاصل لها..ولا تعرف ماذا ينتظرها .. ولا أين سينتهي بها المطاف .. بلا شك .. يدمي القلب .. ويعذب الضمير .. ويستدعي كل متواليات الحزن والألم والحسرة .. عشرون ألفاً .. مابين رجل وامرأة .. شاب وشابة .. طفل وطفلة .. مصابون بهذا المرض الفتاك الذي يحصد الأرواح بلا رحمة .. تخيلوا عشرين ألف أسرة .. قدّر لها أن تعايش الأوقات الصعبة مع هذا المرض .. وأن تصحو وتنام على أمل انتظار «العافية» التي غابت شمسها وأصبح من الصعب جداً أن تعود !! أنتم أو أغلبكم - بالتأكيد - عايش المرارة مع هذا المرض .. في قريب .. أو صديق .. أو زميل .. وتجرع الألم .. وما أشده! .. وما أقساه! .. عندما يقف الواحد منا عاجزاً عن عمل شيء أو تقديم أبسط مساعدة في ظل ظروف صعبة .. وفقر مدقع !! ولذلك .. يظل الارتباط بالله سبحانه وتعالى هو الأقوى .. والدعاء هو “أقل” ما يقدمه الإنسان لمن ابتلاه الله بهذا المرض الخبيث واسألوا مجرباً حاول أن يسعى للخير .. سيقول لكم إنه عسير .. وإن القلوب ما عادت لينة .. والضمائر ميتة عند الكثير ممن هم قادرون على الإنفاق والمساعدة .. ومع ذلك يتجاهلون ويتهربون .. ولا يتجاوبون حتى بالكلمة الطيبة !! ومما لا شك فيه أن أولئك الميسورين والمنعمين من رجال المال والأعمال وممن تحولوا “فجأة” إلى ملاك عقارات وأصحاب أرصدة بنكية هائلة .. وممن يعيشون في بحبوحة .. يعرفون جيداً أن لا قيمة لما لديهم من أموال .. وجاه .. أو سلطة .. إذا ابتلاهم الله بالمرض .. ومع ذلك لا يسارعون إلى الإنفاق من مال الله .. والعطف على الفقراء .. ومساعدة المحتاجين .. ومن هاجمهم المرض الفتاك .. والاستثناء موجود في قائمة “المزلطين” فهناك رجال لا يبخلون ولا يتهربون عن فعل الخير .. وكثير ما سمعنا أو لمسنا أن هناك من تفاعل وأنفق ووقف مع المحتاج والمريض .. وقطعاً .. الحاج عبدالواسع هائل سعيد أنعم ليس محتاجاً لشهادة .. أو لإشادة .. لكن الواجب يفرض أن نقول له: بارك الله فيك وكثر الله الرجال من أمثالك. ويكفي للاطمئنان بأن الدنيا مازالت بخير أن نجد الحاج عبدالواسع رغم مشاغله وأعماله يعمل الخير وينشئ المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان .. ويجد .. ويجتهد .. ويكدّ .. ويتعب .. من أجل أن تعلو الابتسامة وجه مريض .. وأن يعود الأمل إلى أسرة ضعيفة .. فقيرة .. غير قادرة على تحمل تكاليف العلاج ! وفي هذا الزمن العجيب الذي ضاعت فيه النخوة والشهامة .. وكثر فيه اللاهثون إلى هل من مزيد .. يبقى الحاج عبدالواسع أنموذجاً طيباً يدفعنا لأن نفاخر به وأن نسأل من الله مجازاته بخير الجزاء .. وكلمة شكر .. ودعوة صادقة بأن يخلف الله لهم في ما أنفقوه خيراً ..أوجهها لكل من تبرع .. وأنفق .. وساهم .. ولم يبخل في مساعدة مرضى السرطان .. أما “المحنطة” قلوبهم . والقاسية “ضمائرهم” .. فادعوا معي لهم بالصلاح .. وإذا لم .. فادعوا عليهم .. والله خبير بالعباد !!. [email protected]