على جنب عبارة تسمعها من عسكري المرور في الجولات ومن عسكري الأمن المركزي في نقاط التفتيش، وقد تسمعها من غيرهم في أي مكان وزمان!! على جنب .. هذا صوت ثالث مختلف، ربما من داخل سيارة (نجدة) لم تطاردك وإنما لمحتك (صدفة) تضحك إلى (انثى) تجلس إلى جوارك وما أن تتوقف عن الضحك وتركن سيارتك حتى يداهمك سؤال غريب عن صفة السيدة التي تجلس إلى جوارك، أمك، أختك، زوجتك، عمتك، خالتك، لا يهم، المهم أن تثبت ذلك بأوراق رسمية! على جنب .. هذا صوت رابع، وما إن تلتفت حتى تلمح طقماً بعساكره يلوحون لك أن تركن بسرعة، وعلى الفور تستجيب وقبل أن تسأل عن الذنب أو دواعي هذا الإجراء تسمع صوت أقربهم يستفسرك عن بطاقتك الشخصية، وأوراق السيارة، ثم يخنقك بسؤال (سخيف): - إلى أين تتجه؟! ومن أين أتيت؟! مطلوب أن ترد والسبب أن لوحة سيارتك (إدخال جمركي) أو أنها لا تحمل لوحة محلية، ولهذا اعتبروك صيداً دسماً!! على جنب .. صوته غير مألوف بيد أنه يرتدي بزة عسكرية ولقد أعطى نفسه الحق في أن يفتح باب سيارتك ثم يلقي نظرة غير فاحصة على محتويات كل مخابئها وقبل أن يتركك في حال سبيلك يسألك معك سلاح؟! فتجيب ب «لا» وهنا أحذر أن يخطر ببالك أن تسأله عن الوحدة العسكرية التي يعمل فيها لأنك وببساطة شديدة سوف تكتشف أنه عسكري في الأمن العام وليس من اختصاصه أن يفرض عليك أي إجراء من هذا النوع!! على جنب .. هذا صوت عسكري سادس، يطلب أن تفتح له شنطة السيارة الخلفية وما إن يقلب في أركانها حتى يعود إلى مكانه ينتظر أية سيارة محملة (قات) دون أن يبرر لك سبب تفتيش سيارتك! على جنب .. هذا صوت واحد يقف إلى جوار خمسة وبخفة غزال يقتربون منك، ثم وعلى هيئة الاستجواب يسألك أحدهم السيارة تابعة لأي شركة أو مؤسسة؟ هذه ملك من؟! لو سمحت أوراقك. العساكر ليسوا في إدارة المرور ويبدو من هيئتهم أنهم يعملون لدى قوات الأمن المركزي، ومع هذا تعرض عليهم أوراقك، فيقلبها أحدهم ثم يتركك تمضي وكأن شيئاً لم يكن! الغريب أن الأشخاص الذين نحتكُّ بهم في نقاط التفتيش داخل وخارج المدن ليسوا عساكر في أية جهة مخول لها أن تسألك حتى عن هواياتك وطموحاتك من باب النكتة!! لقد أصبح ( في ظل هذا النوع من الفوضى) من حق أي عسكري يرتدي بزة عسكرية أن يتدخل في شئونك حتى وإن كان متقاعداً أو فاراً من معسكره وبالتالي، فإن الأحرى بوزارة الداخلية على وجه الخصوص أن تتبنى مشروعاً توعوياً بموجبه تحدد من هو العسكري الذي يمكنه أن يستجوبك، أو من هي الجهة المعنية بضبط النظام داخل وخارج المدن.. أفضل بكثير من أن تترك الحبل على الغارب. ليس من حق رجل المرور أن يستعين بطقم شرطة عسكرية في حال ما إذا رفضت أن تسدد له قيمة المخالفة دون إشهار قسيمة، وليس من حق سيارة النجدة أن تستوقفك لمجرد أن لوحة سيارتك بيضاء .. وأغلب الظن أن عساكر الأمن المركزي ليسوا معنيين بمداهمة منزل شخص آخر الليل بحجة أنه غريم قائدهم!! نريد أن يعرف المواطن حقوقه في قضية تمس كرامته، نريده أن يقول (لا) في وجه أي (عسكري) يتجاوز حدود صلاحياته أو يتطاول على القانون لمجرد أنه ارتدى بزة عسكرية. نريد أن يكون (حماة الوطن) على قدر كبير من المسئولية ليعيش الناس بأمان واستقرار.