لم يتبق للدورة الانتخابية التشريعية سوى عام فقط تقريباً وأجزم أن هناك نواباً لايعرفون ماشهدته دوائرهم البرلمانية من حراك تنموي طيلة الخمس السنوات الماضية حيث لم يكلفوا أنفسهم عناء القيام ولو بزيارة واحدة لمديرياتهم يتفقدون خلالها أحوال ناخبيهم ويطلعون على همومهم ولو من باب جبر خاطر لمن منحوهم ثقة تمثيلهم في أهم مؤسسة دستورية وأوصلوهم إلى قبة البرلمان. لا شك أن مثل هؤلاء النواب يعدون العدة لخوض غمار الدورة الانتخابية القادمة خصوصاً وأن عضوية البرلمان تضمن لهم امتيازات نوعية أقلها راتب وزير عامل بحسب اللائحة التي لم يصدر بها قرار جمهوري بعد ومكافآت وحوافز استثنائية وبدل سفر داخلي وخارجي إلى جانب الحصانة والوجاهة. لذلك وقبل أن يحين موعد الترشح للانتخابات سيحزم مثل هؤلاء النواب أمتعتهم عائدين إلى دوائرهم الانتخابية حيث سيفتحون أبواب منازلهم لاستقبال المواطنين مع استعدادهم لتقبيل أيادي الناخبين والقيام بزياراتهم والتودد لنيل رضاهم وكسب أصواتهم. هؤلاء النواب لن يترددوا في تسويق الوعود و«شخط الوجوه» ودق الصدور وتعميدها بأغلظ الأيمان بالعمل على تحقيق تطلعات الناخبين وتلبية احتياجاتهم الخدمية والانمائية. بلاشك سيكون جينئذ الموقف محرجاً لهؤلاء النواب أمام ناحبيهم الذين سيوبخونهم لهجرهم خمس سنوات وتذكرهم فقط مع بداية الدورة الانتخابية. حينها لن تفيد الوعود ولن تجدي توسلات النواب لناخبيهم بمنحهم فرصة أخرى للجلوس تحت قبة البرلمان والمطلوب من النواب قبل فوات الأوان استغلال ماتبقى من عمر دورتهم الحالية في النزول الفوري إلى دوائرهم لتفقد أحوال ناخبيهم والاطلاع على همومهم والعمل على تلبية تطلعاتهم.. لعل ذلك يشفع لهم يوم الاقتراع!