قد نكون نحن أبناء تعز محرومين من أكل المشمش فعوضنا بالمشمشة، وهي بالمناسبة ليست فاكهة بل جريمة تتحرك بقدمين ولا أحد في تعز إلا ويعرف المشمشة، سوبر ستار الحالمة لأربع سنوات متواصلة ودون منافس ليس شاعراً كمعاذ الجنيد ولا مطرباً ك«بدر» فرأس ماله في هذه الدنيا الشروع بالقتل والاعتداء والسرقة بالإكراه على خلق الله.. العجيب في «المشمشة» أنه طوال السنوات الخوالي لم يكن يتخفى كالأفلام البوليسية التي يظل فيها المجرم ملاحقاً طوال ساعة ونصف من الفيلم.. وفي الأخير يقبض على البطل .. وتوته توته وخلصت الحدوته.. بل كان يسرح ويمرح بالقرب من الأجهزة الأمنية ناهيك عن القول أن سكنه قرب أحد أقسام الشرطة. ليس هناك أية غرابة.. الغريب قصة البلطجي الذي كاد أن يعتدي على أفراد من شرطة الجحملية ويا رحمتاه لهم لم يجدوا سوى الجري وبسرعة مائتي كيلو في الساعة لينفذوا بجلدهم ويحافظوا على حياتهم، ولا سباق الماراثون كلنا يعلم كيف كان الأمن في تعز وما وصل إليه لدرجة أصبح لكل حارة بلاطجتها يشار إليهم بالبنان.. يحرمون ساكنيها الأمن والاستقرار بعد أن هدأوا ولفترة طويلة عندما تعامل معهم الدكتور رشاد العليمي في فترة توليه قيادة أمن المحافظة بحسم وحزم لا يعرف التهاون. قد تكون لي قصص من المشادة مع العميد العلفي مدير الأمن السابق الذي يغضبه أي حديث عن هؤلاء البلاطجة.. ونسي وهو دكتور أن الاعتراف بوجود أمثال هؤلاء يعتبر نقطة البداية للتخلص من خطرهم واتساعهم والحد من انتشارهم كالسرطان في جسم الحالمة. أول ما صدر قرار بتعيين العميد يحيى الهيصمي مديراً لأمن محافظة تعز كانت المطالبة بإنهاء ظاهرة البلطجة تسبق المباركة له بهذا المنصب الذي يعتبر مسئولية كبيرة وعبئاً لا يمكن أن يتحمله إلا رجل أمن محنك.. وأخيراً وضعت قائمة بأسماء المطلوبين أمنياً ومنهم «المشمشة».. حاول من حاول أن يشكك في صحة الأسماء التي ضمتها القائمة السوداء وضبط من ينتمون إليها.. وظلت المسألة مسألة وقت.. وهاهو «المشمشة» يسقط في قبضة رجال الأمن ولم يبق لأصحابه سوى النواح على طريقة الغناء العراقي «وآه يا المشمشة خلاني ومشى».. ولكن هذه المرة لم يمش ليتبلطج في حارة أو يفتح النار على الآمنين بل أخذ طريقه إلى السجن بعد يومين من الإجتماع الأمني الذي أعطى قائمة البلاطجة والمجرمين الحيز الأكبر في نقاش كيفية الحد من الجريمة وملاحقة المطلوبين أمنياً لينالوا جزاءهم الرادع من أجل محافظة آمنة.