أولاً أود الإشارة إلى أن العنوان ليس لرواية كتبها أحد الأدباء اليمنيين على غرار رواية «على باب زويلة» للأديب الكبير نجيب محفوظ ولا هو ايضاً عنوان لمسلسل تلفزيوني يمني مقتبس من المسلسل السوري الشهير «باب الحارة» بل تجري أحداثه حول فساد القضاء وبأسلوب درامي يعالج قضية الفساد القضائي ومعاناة المواطنين في دهاليز القضاء للفت نظر المعنيين لإصلاح القضاء . وهو أمر مستبعد تماماً لأن ميزان العدل والإنصاف في الجهاز القضائي لا أمل في استقامته وتساوي كفتيه فغياب العدل ، والمحسوبية والوساطة هي الصفة السائدة والمعمول بها حتى بين منتسبي القضاء أنفسهم فكم من القضاة ووكلاء النيابات وأعضائها كانوا ضحية الظلم وغياب العدل والمحسوبية المعمول بها في جهاز القضاء وحرموا من حقوقهم وترقياتهم لاختلال ميزان العدل وهي حقيقة يجب على المواطنين إدراكها ليعملوا بالمثل القائل «صلح أعوج ولاشريعة سابر» فمن لاينصف أبناءه ويساوي بينهم هو أبعد مايكون عن إنصاف الآخرين..ولكنه عنوان لمأساة امرأة ضعيفة في مجتمع لامكان فيه للضعفاء امرأة قست عليها الحياة ولم تجد من ينصرها ويرفع الظلم عنها فلجأت للقضاء تستظل بعدله وتحتمي بحماه.. فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار..وهي حكاية يمكن تحويلها إلى رواية أو مسلسل اجتماعي واقعي مئة بالمائة فقط نحن بحاجة للانتظار كم سنة لنعرف نهاية هذه الحكاية لتكون الفصول مكتملة ولاتحتاج لتدخل أحداث خارجية تؤثر في واقعيتها..والكم سنة هذه متروكة لتقدير القاضي الذي بيده القضية حتى يتمكن من اصدار الحكم .. صحيح أن القضية لم تأخذ وقتها الكافي ولم تصل إلى المحكمة الا منذ سنتين فقط منذ أن لجأت فاطمة إلى المحكمة ولازالت على بابها..الا أن الكم سنة لن تكون طويلة جداً فالنهاية باتت قريبة والحكاية في آخر فصولها فلا داعي للعجل أبداً.. والحقيقة الأكيدة التي يعرفها الجميع أن فاطمة ليست وحدها على باب القضاء تنتظر لحظة عتقها وخلاصها..فهناك العشرات من النساء والرجال يقفون على أبواب المحاكم منذ سنوات بانتظار فرج يأتيهم وينهي أسباب بقائهم مجبرين على أبواب المحاكم وعلى أبواب بيوت القضاة وعلى أبواب مكاتب المحامين وبيوتهم وعلى أبواب الكتبة وأمناء السر..الجميع ينتظرون فرجاً، يأتيهم ويمنحهم تذكرة العودة والبقاء بين أسرهم وفوق أعمالهم ويهنأون بالعيش بأمن وسلام .. فاطمة واحدة من هؤلاء المنتظرين منذ سنتين حيث قررت اللجوء للقضاء آملة أن يكون القضاء طوق النجاة من الجحيم الذي تعيشه مع زوجها وظنت أنها ستجد من يتفهم مأساتها وينظر بعين العدل لقضيتها وبأسرع وقت سيحكم بطلاقها وإعادة ممتلكاتها واحتفاظها بأولادها بعد أن يتبين عدالة مطالبها واستحالة بقائها على ذمة زوج لايعرف حقوقها ولايقدر إنسانيتها وكل مايعرفه من المرأة أنه اشتراها بماله «فلوسه» مثلها مثل أي سلعة أخرى ومن حقه أن يفعل بها مايريد وماعليها إلا طاعة أوامره مهما كانت دنيئة وعليها أيضاً أن تتحمل الضرب والإهانات والإذلال والحرمان فهي امرأة وجدت من أجل الرجل، لاتمتلك فاطمة إلا دموع القهر والانكسار وطيف أمل ضعيف بعدل القضاء الذي تأخر أكثر مماتتوقع .. عدل جاءت تبحث عنه ليخلصها من عذابها ويعيد إليها كبرياءها وإنسانيتها وكرامتها وحقوقها..ولعل من سخرية القدر بهذه المرأة المسكينة أن يكون موعد جلستها المحددة في جدول جلسات المحكمة في نفس مناسبة احتفائها باليوم العالمي للمرأة داخل قاعة المحكمة للمطالبة بحقوقها والبحث عن عدالة الرجل القاضي والرجل الخصم .. جاءت فاطمة تحمل ملف قضيتها لنشره في الصحافة ولكن شعورها بالخوف والضعف والظلم جعلها تتراجع خشية أن يتحول القاضي غريماً لها كما قالت: و«إذا صار غريمك قاضي من تقاضي».؟! فهل سيكون اليوم العالمي يوماً لحياة فاطمة أم سيكون يوماً عليها؟؟