منذ مجيء الأخ/عارف الزوكا إلى مأرب وتقلد منصب محافظ المحافظة، والمحافظة تشهد تطوراً ملموساً، فقد قام الأخ المحافظ بوضع معايير للتوظيف في المحافظة بهدف اختيار العناصر الكفؤة والقادرة على تقديم مالديها بهدف رفع مستوى المحافظة علمياً وإدارياً واجتماعياً.ومع هذا الكمال تظل هناك بعض الفجوات التي ترتكب من قبل بعض الإدارات في المحافظة، لكنها تحسب على المحافظ بصفته الرجل الأول في المحافظة أولاً، وصاحب رؤية تطويرية ثانياً. بين يدي أوراق الأخ/ محمود محمد سنان وهي تشير إلى أنه قد تعرض للغبن والظلم، فهو يعمل في مدارس مأرب منذ ثلاث سنوات على حساب المواطنين وهو من الكفاءات النادرة في هذه المحافظة وقد تقدم للتوظيف وحصل على المركز الأول في المفاضلة، لكنه أقصي بسبب أنه من محافظة تعز وعندما تظلم لدى الأخ المحافظ وعده بأن يكون له الأولوية عند نزول درجات جديدة واستمر يعمل في الميدان حتى هذا العام وتقدم للمنافسة وحصل على المركز الأول أيضاً، لكنه أقصي وتم ادراجه مع أربعين آخرين، لكن محمود اكتشف أن الأخ المحافظ وجه بتمكين هؤلاء بدون فتوى الخدمة المدنية ولم يكن اسمه من ضمنهم بل إن محمود حينما ذهب إلى مكتب من المكاتب المعنية هدده مدير هذا المكتب بأن يسحبه بسيارته، وأنا هنا احتفظ باسم هذا المدير وأقول : هل جريمة محمود أنه من تعز؟ وهل أصبحت مأرب للمأربيين وعدن للعدنيين؟ ألم تكن تعز قد استقبلت بالأمس الأخ/حسين حازب وفتحت له ذراعيها ولم تقل إنه من مأرب وأن تعز للتعزيين؟ إنني أطرح هذه القضية بين يدي الأخ المحافظ والأخ مدير عام مكتب التربية في مأرب لكي يقفوا أمام مثل هذه الإدارات الفاسدة فهل أصبحت المناطقية هي الثقافة السائدة؟ أم أن منطق القبيلة هو السائد، خاصة ونحن نعلم أن بعض القبائل حينما لم تحصل على درجات وظيفية قطعوا الطريق واختطفوا سيارات الجامعة والنيابة العامة هل مطلوب من محمود أن يقطع الطريق ويحتمي بقبيلة حتى يحصل على حقه المكتسب؟ وعلى رأي شاعرنا عبدالكريم الرازحي : «الدولة دولة قبايل واحنا رعية مساكين إن شي قبيلي تمرد ارضوه وأعطوا ملايين، وإن شي مواطن تمرد سنوا عليه السكاكين .. القبيلة اليوم زينة وماعداها شناعة من كان بعده قبيلة بانت عليه الشجاعة ، لوكنت ياطارق ابني توقع قبيلي تقرح، تنهب على الريق موتر، واخوك بعدك يشلح، شافرح بكم ياعيالي، وامسي الليالي مفرح» هل هذا هو المطلوب من محمود؟ أم المطلوب منه أن يبحث له عن محافظة أخرى تستوعبه لأن مأرب لاتستوعب غير المأربيين؟ ونحن هنا لانطلب توظيف محمود إلا وفق المعايير والشروط التي وضعت ومن حق أبناء مأرب أن يحصلوا على الوظائف ليس في مأرب فحسب، بل في مختلف محافظات الجمهورية. مطلوب من الأخ المحافظ ومطلوب من المجلس المحلي كذلك وخاصة أن الشيخ جابر الشبواني من القيادات الكفؤة والمشهود لها بالحرص على تصحيح الأوضاع في هذه المحافظة بهدف انعاش التنمية وإدماج المحافظة ضمن النسيج الاجتماعي للوطن كله أقول مطلوب من هؤلاء جميعاً أن يصححوا بعض القيادات الإدارية التي تسيء لهذه المحافظة وتنخرط في دائرة الفساد. فالواجب ألا نسكت على مثل هذه الممارسات، خاصة وأننا بدأنا نسمع في هذه الأيام من يطرح أنه لابد من نقل الاعتصامات والاحتجاجات من الجنوب إلى مأرب وهذا يعني أن هذه الأصوات لاتريد تنمية للمحافظة ، لقد شعر هؤلاء أن الحكومة جادة بفضل جهود المحافظ ورئيس المجلس المحلي في وضع المحافظة ضمن خارطة المشاريع. نحن نطلب من الأخ المحافظ والأخ رئيس المجلس المحلي أن ينظفوا الإدارات من كل الفساد الذي يعشعش في أروقتها. نحتاج إلى رأي عام يحاسب هؤلاء الذين يرفعون شعار المناطقية ويحتمون بالقبيلة لكي يصادروا حقوق الآخرين.. لانريد لمحمود ولا لغيره أن يتحولوا إلى مجرد «هوام» أو«عادم» بشري علينا أن نغير نظرتنا لأبناء المحافظات الأخرى ونغير الصورة الذهنية، بحيث ننظر للإنسان بوصفه فعالاً وليس مجرد أنه من قبيلتي أو منطقتي. نحتاج في مأرب لفتح المحافظة لكل الكفاءات وزيادة فرص العمل، وجذب الاستثمارات، فمأرب تملك من المقومات الاقتصادية والسياحية مايفوق عائدات النفط، فقط كيف نستطيع أن ندمج القبيلة في اطار التنمية وكيف تقنع القبيلي في أن يحمل فأساً بدلاً من حمل السلاح، إن الله يدعو إلى العمل «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».. إن الحل الصحيح لمشاكل مأرب يبدأ بمكاشفة أبناء مارب بحقيقة الذين ينهبون مقدرات المحافظة على حساب التنمية.. إن ذلك هو الطريق الصحيح نحو تحسين الأحوال المعيشية.