علماء الأبراج يقرنون البشر بالكائنات الحيّة، ويبحثون عن طبائع الناس وفق الخصائص المرصودة في تلك الكائنات، والصينيون أكثر علماء الأبراج استلهاماً لهذه المسألة، فالأبراج الصينية تأخذ الصفات من الحيوانات حيث نجد فيها أبراجاً بأسماء التنين والحصان والنمر والثور والماعز والثعبان والقرد .. الخ، وكل اسم من هذه المسميات له علاقة بطبيعة ذلك الكائن مقروناً بالإنسان، فالإنسان المجير على “ برج الثور “ موصوف بالصبر والدأب والتحمل وإنجاز الأعمال المرهقة، لكنه إلى ذلك موصوف بالروح الانتقامية القاتلة إذا فاض به الكيل وكثر صبره على الباطل الذي يقع عليه من الآخرين، و” الإنسان الثور” الذي يتّصف بهذه الصفات ساكن هادئ صموت، لكن غضبته مدمرة، تماماً كصاحب برج الثور، ويمكننا أن نرصد مثل تلك الملامح في بقية الأبراج، فنرى أن “ الإنسان القرد” شخصية مُتثعلبة.. مُتقلبة.. هوائي النزعة ، كذوب ومخاتل، وهو فيما يفعل ذلك يتمكّن من خداع الآخرين، لكنه يقع بشر أعماله في نهاية المطاف، وعلى ذات المنوال يمكن رصد سلوك” الإنسان الحصان “ بوصفه كائناً نبيلاً ، صبوراً ومتوازناً .. شهماً ووفياً، لكنه يكبو تماماً كالحصان، ولعله يسقط سقطات مريعة، لأن ديدنه الاندفاع والحماسة، ومثل هذا الإنسان لا يحسن التعامل مع المجتمع المليء بالبلايا والأكاذيب والخدع ، فيدفع ثمن نبله وشهامته. خلق الله الناس من عناصر الطبيعة الأربع الماء والهواء والنار والتراب ، وعلى ذات المنوال سرت نواميس الخلق على بقية الكائنات الحيوانية والنباتية، وعلم الأبراج يستقرئ العلاقة الرفيعة التي تربط هذه الكائنات، وكيف أنها تعيد إنتاج نفسها بأشكال مختلفة، ولكنها تصب في مجرى التأكيد على واحدية عناصر الخلق بالمعنى المادي الصرف، لكن هذه الواحدية المادية تحمل في طياتها طبائع النار والماء والهواء والتراب، وهو مايتجلى في علم الأبراج الصينية، وصلاً إلى خصائص البشر وطبائعهم العجيبة الغريبة، ولله في خلقه شؤون .