أعجب من بعض المسؤولين والقيادات في مختلف المواقع ممن لا يحلّون ولا يربطون؛ ويقضون أكثر أوقاتهم في منازلهم بدلاً عن مقار أعمالهم.. ثم يزاولون أنشطتهم اليومية في القيل والقال وانتقاد الحال في مجالس القات، مع أنهم في مواقع المسؤولية ويستطيعون من خلالها إيجاد الحلول للمشاكل والصعوبات التي يعانيها المواطن. وعجبت أكثر لحال بعض المسؤولين ممن اغتنوا من هذه السلطة، وأصبح لهم شأن ووزن؛ ومع ذلك فأنت لا تراهم إلا وهم متبرمون وعلى الأوضاع ساخطون !!. ومبعث عجبي في هذا الشأن أنه إذا كان هذا هو حال بعض المسؤولين والقيادات، فماذا أبقوا للمواطنين البسطاء ؟!. إنني أحترم البعض ممن لهم وجهات نظر وقد فضّلوا الاصطفاف في خندق المعارضة بدلاً من أولئك الذين يعملون تحت شعار "رجل في السلطة وأخرى في المعارضة"!. على أن الأخطر من كل هؤلاء بعض الذين يرفعون سيوفهم انتصاراً للحق، وقلوبهم معلقة بالباطل!. أما الذين نراهم وهم يتمسحون ببراميل التشطير؛ فهم ممن لا يعرفون ما جرى لآبائهم عندما كان اليمن مجزّأً إلى دولتين وبطاقتين وجوازين، وهم الذين نراهم يصرخون ويولولون، ولو أنهم بالمناسبة - عاشوا لحظة الزنازين والمقاصل والجوع والذبح على الهوية لما خرجت من أفواههم صيحات التمسح ببراميل التشطير!!. هؤلاء ليسوا وحدهم الانفصاليين؛ بل ثمة من لا يرون إلا أنفسهم، خاصة أولئك الذين أثروا من السلطة ويكتنزون الثروات في وقت لا يمدّون أيديهم لإخراج ما عليهم من زكوات وضرائب ورسوم لتجارتهم المهربة وأرصدتهم المكنوزة وأراضي الدولة المنهوبة. فأنا واحد من الذين يقترحون على هذه الشريحة وهي ترى حجم الالتزامات المهولة التي تدفعها الدولة لتسديد فواتير الغلاء والبطالة والفقر لأن تبادر هذه الشريحة إلى تسديد ما عليها من ضرائب ورسوم ومستحقات للدولة بصدق ومسؤولية. إذ يكفيهم أن يتعاملوا مع كل هذه المتغيرات وهم كما يقول المثل: «أذن من طين.. وأذن من عجين»!.