حسب الأخبار التي تناقلتها الفضائيات بلغت موازنة التسلح في الولاياتالمتحدةالأمريكية «1600» مليار دولار في العام 2007م.. وإذا حصرنا ميزانية التسلح في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأسبانيا وروسا والصين والهند واستراليا والأرجنتين لوجدناها مجتمعة ستتجاوز 5000 مليار دولار.. إنه مبلغ هائل في سنة واحدة «5000» مليار دولار كافية لحل مشاكل العالم الغذائية والدوائية والتعليمية، وإنهاء الفقر والأمية وتنمية العالم النامي في كل الجوانب.. أي أنها كافية لإنقاذ مليارات من البشر، وتحقيق الرخاء والرفاهية في العالم. إن مثل هذه الموازنة على التسلح لا تدل إلا على الجنون واللاإنسانية في تفكير ورؤوس الأنظمة السياسية «للنظام العالمي الجديد»، فهذا النظام حين يوافق على مثل هذه الموازنة للتسلح يعني أنه نظام لا يخدم العالم ولا يخدم البشرية، ولا يحمل قيماً إنسانية.. وكل ولائه هو لشركات إنتاج الساح وبقية الشركات المتحالفة معها.. هؤلاء الذين يحكمون القوى الكبرى مباشرة، من خلال الوصول إلى أجهزة الحكم أو بطريقة غير مباشرة عبر إيصال آليات للحكم تعينها هي ثم تملي عليها إرادتها.. وعليه فإنها وراء كل الحروب والخراب الذي يحد في العالم، ووراء سباق التسلح، فالشركات «منتجة للسلاح، أو للنفط أو مسوّقة لكليهما، أو منتجة للغذاء»، لا يهمها ملايين البشر وما يعانون من فقر وجوع وأمية ومرض وعراء.. وكل ما يهمها مصالحها «أطماعها» حتى لو ماتت الشرية كلها.. فهم لا يفكرون إلا في أنفسهم، وعليه فلا يترددون عن إفناء الإنسانية من أجل أطماعهم. هذه الشركات وراء الفقر والجوع والأمراض والحروب والإرهاب والخوف في العالم.. هم صنّاع الموت.. وكل ذلك فقط لإقناع العالم أنهم يقومون بمعالجة هذه المشاكل العالمية بعد أن صنعوها.. يدعون مكافحة الفقر وهم يوسعون مساحته، ويدعون أنهم يحبون السلام، وهم من يغتاله تارة بمكافحة الإرهاب، وتارة بدعوى نشر الديمقراطية، وتارة تحت مبرر تدمير أسلحة الدمار الشامل، وتارة بإثارة الفتن الطائفية والمذهبية، وحقوق الإنسان، وكذا حقوق الأقليات.. إنهم وراء الفوضى العالمية التي تعاني منها البشرية الأمرين. إن القوى العظمى التي تمثل النظام العالمي الجديد بسياستها لا تهدف سوى إلى تدمير العالم أرضاً وبشراً، ولن يطول الوقت حتى تواجه بثورة الجياع في العالم، الذين سيجدون أنفسهم أمام خيارين، إما الحياة الكريمة.. أو الموت.