مرور الأول من مايو عيد العمال العالمي أثار عندي سؤالاً.. هل الأعياد عندنا حصيلة مناسبة وموقف أم أن بعضها مجرد تقليد ومحاكاة تفتقر للمضامين. ولست هنا بصدد التذكير بالحكاية التي قادت إلى اختيار الأول من مايو عيداً عالمياً للعمال ولا للحدود الفاصلة بين كلمة العمال وكلمتي رجال الأعمال فهو أمر صار يكرر نفسه متجاوزاً عيد العمال إلى مناسبات اقتصادية وحزبية ونقابية ذات طابع لا يقتصر للمسحة السياسية. هل أقول بأننا بحاجة أكبر إلى عيد أهم من عيد المنتسبين إلى مصانع وشركات.. عيد يمكن تسميته «عيد الشقاة» الذين لا يستعينون على الشقاء بالله وإنما يستعينون بالله على غياب فرصة الشقاء.. وأقصد أولئك الذين يتكدسون في القاع وباب اليمن وشارع تعز والحصبة ومناطق أخرى في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات حيث ما إن تتوقف سيارة حتى يحاصروها أملاً في يوم أو نصف يوم من العمل.. فإن وجدوا الفرصة وجدوا من يسرق عرقهم أولئك «الشقاة» ليس لهم عيد ولا تدافع عنهم جمعية أو نقابة ولا يعرفون شيئاً حول معنى عيد العمال لأنهم عاطلون ولم يصبحوا عمالاً حتى يكون لهم عيد.. شقاة الجولات لم يجدوا من يحصيهم ، يحدد مهارة كل منهم.. يدفع بهم إلى فرص عمل يصبحون فيها منتجين بشكل منظم ومأمون نلمس أثره استقراراً في حياة اجتماعية تجنبهم اختيار صحراء الاهانة ومنزلقات العودة إلى أسرهم محروقين.. فكروا في عيد للشقاة أثابكم الله وبارك جمعتكم.