الأول من مايو "عيد العمال".. يوم يحتفي به العمال في العالم لأنه يذكرهم بثمرة جهودهم ونجاحاتهم.. أما العامل اليمني فهو لا يرى في هذا اليوم الذي يفترض ان يكون يوم عيده، إلا يوماً لا يختلف عن سائر أيام السنة. ثمة أسئلة عادة ما تفرض نفسها في عيد العمال.. هل الإجازة في هذا اليوم هي اجازة عيد ومناسبة للانطلاق إلى مستقبل أفضل؟!.. أم انها مجرد وسيلة لتذكير العامل اليمني بآلامه وشجونه وزيادة همومه؟!!. اعتقد ان الاجابة الأخيرة هي الأقرب للواقع، فهذا اليوم لا يُذكر العامل اليمني إلا بمعاناته وظروفه المعيشية الصعبة لا سيما في ظل الارتفاع المتزايد للأسعار وبشكل جنوني، وكذا لهيب فواتير الكهرباء بالإضافة إلى افتقار العامل في اليمن إلى أبسط حقوقه في ظل قوانين لا تطبق على الأرض واستحبت البقاء في منشورات وزارة الشؤون القانونية. فكيف لنا كمواطنين وكعمال ان نفرح بعيد العمال في ظل هذه الظروف الصعبة وفي ظل تزايد نسبة البطالة، حيث تشير دراسات إلى ان نسبة البطالة في اليمن تصل إلى 64% وان نسبة 17 % من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر بحسب دراسة لقطاع الدراسات الاقتصادية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي، وان دخل المواطن اليمني لا يتجاوز الدولار الواحد يومياً. شخصياً لا أجد أية جدوى في جعل الأول من مايو يوم إجازة، وعلى أي أساس تعتبره الحكومة عيداً للعمال فيما هي – أي الحكومة- لا تعترف أساساً بحاجة اسمها "عامل"؟!. وفي اعتقادي ان اليمن هي الدولة الوحيدة التي يطلق فيها على العامل مصطلح "شاقي" وهو تعريف بليغ لأن مصطلح "شاقي" مشتق من "الشقاء" وبالفعل العمال في اليمن هم "شقاة" ونقترح على الحكومة أن تخصص يوماً في السنة كعيد ل"الشقاه"!!.