استجاب الله لعباده فبدأت الأمطار تهطل؛ وتروي الأرض الظامئة والنفوس المعتلة بالعطش، ومع ذكر الأمطار، فإن أهمية التركيز بضرورة الإصلاح المستمر للطرقات تستوجب الحديث لتتوحد الجهود من أجل إزالة الصخور التي قد تحول دون الحركة خاصة في الطرق التي تربط بين المحافظات. فكل موسم تكاد تتوقف الحركة في جبل سمارة وطريق مناخة والضالع من سقوط الصخور إلى الطريق العام، ثم بدورها تكثر الحوادث. ولقد أحصيت الحوادث التي حصلت في طريق تعز - صنعاء فوجدتها ثلاث حوادث مريعة، انقلبت فيها سيارتان كبيرتان وشاحنة، بسبب الزلق الذي حدث جراء مطر خفيف، أما الحادث الرابع فهو في سمارة إذ هوت شاحنة إلى المجهول. وكنت آمل أن ترافق خطوة سيارات النجدة التي خُصصت للحفاظ الأمني أن توجد قاطرات لسحب السيارات التي تطير في الجبال من السرعة التي لم يستطع المرور بنجماته وطيوره فوق الرؤوس وعلى الأكتاف الحد منها. فلم أجد ضابطاً أو عسكري مرور يوقف سيارة أو مركبة لأنها تجاوزت السرعة، ومابالنا إذا كانت الباصات تتسابق في سمارة، أشبه ما يكون بأفلام الرعب؟!. والعام الماضي كان حادثاً مهولاً في سمارة؛ إذ ترى الأجسام تتوزع في الشعاب، ولم يستطع الناس إزاء هذا الحادث إلا أن يشاهدوا منظراً سينمائياً مرعباً. وإذا كانت الدولة لا تستطيع الإنقاذ بالهيلوكابتر فعليها مثلاً أن تمنع هذه السرعة الجنونية في الطرق الطويلة، فالركاب عادة لا يجرؤون على إبداء تذمرهم من ملك الموت «سائق البيجو أو الباص» خاصة وقت القات!!. إن انحدار الصخور من الجبال ناتج عن وجود جدران تحمي من الانهيار، وكان واجب الدولة محاسبة المقاولين والذين يلزمهم إتقان العمل وفق معطيات الطبيعة، بل محاسبة المشرفين على المقاولين الذين يحررون لهم إخلاء الطرف مقابل الرشوة. الأخ وزير البلديات والطرقات، والأخ نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية: بدأ موسم المطر؛ فما هو واجبكم أمام المواطنين والمسافرين؟!.