حكاية العاصمة صنعاء مع تداعيات الأمطار حكاية تهبط إلى مستوى «العيب» حتى لا أقول كلمات يسقط معها المعنى واللفظ. نصف ساعة مطر تزيد أو تنقص فإذا بالجميع يخوضون سباقاً أولمبياً لا تحكمه أي قواعد.. إنه سباق تتعطل فيه سيارات وتغرق أخرى.. أخاديد وحفر تجعل الخارج من بيته مرعوباً والعائد إلى أطفاله مولوداً.. أما الأوحال والطين الذي تدفع به دواليب السيارات إلى الراجلين فيذكر بسباق التراشق بالطماطم في إسبانيا والفارق فقط هو أننا نتسابق في الأوحال.. مايصيب مراكز الهدوء بالصعقة أنها العاصمة حيث تتركز مؤسسات الدولة والمجتمع وهو مايجعل الناس يسألون.. هل يتحرك المسؤولون في هذه الشوارع أم أن دوخة قات ما بعد الظهر موعد المطر تأخذهم حتى اليوم التالي. وليس في الأمر انفعال أو توتر غير مبرر لكن الذي يحدث يغلق الحجر ويهزم عقول البشر.. عاصمة تمثل ذروة الإنفاق العبثي ومظاهر استفزاز الخزانة العامة تعجز في تصريف مياه الأمطار التي لاتهبط إلا بعد طلوع الروح شكوى وتضرعاً واستسقاء على مسؤوليتي سجلوا.. إن الذي يحدث مع كل صيف ممطر يشير إلى جرائم عبث وإهمال لا يجب أن تسقط بالتقادم.. أتمنى لو ينفتح ملف حساب يضع حداً لمهزلة استمرار حال عاصمة تغرق في أوحال نصف ساعة من المطر..