الصيف الماطر قادم إن شاء الله.. هكذا تؤكد العادة وكتاب الجغرافيا ونشرات الأحوال الجوية.. ومع ذلك يتحول صيفنا إلى موعد المدن مع شوارع مغمورة بالأوحال التي تتقاذفها المركبات الصغيرة والكبيرة ودراجات النار. } وفي كل صيف نكرر نفس الشكوى وذات الهموم مع الأمطار حيث تفضحنا أية كمية متساقطة من ماء السماء فنخوض سباق الشكوى من مدينة تغرق فيها السيارات وتتسخ بوحل أمطارها بسوء سلوك من لا يلقون بالاً بحقوق من يقطعون الشوارع بأقدامهم. } الآن وقبل أن تحل أمطار الصيف هل من توجّه للمحافظين ومديري عموم مكاتب الأشغال لتلافي ما يمكن تلافيه لتخفيف مستوى الشكوى وتخفيف منسوب الأوحال. } وفي العاصمة تحديداً كان يمكن استباق أمطار الصيف بسرعة استكمال منافذ السائلة.. وإعادة سفلتة الشوارع التي شق أصحاب المياه والمجاري بطونها في عمليات جراحية لم تأخذ في الاعتبار إعادتها إلى ما كانت عليه. } هناك تفاصيل كثيرة مؤذية في حياتنا لا علاقة للإمكانات بإصلاحها.. لكنها مستمرة في إرهاب الأعصاب وجلب الشكوى بسبب غياب روح المسؤولية وسيادة فيروس الإهمال واللامبالاة التي كثيراً ما حوّلت أمطار المدن إلى نقمة ثابتة، فيما هي نعمة مؤكدة لولا العبث..