لا ضرر من التكرار الذي يعلّم المواطنين الشطّار والمسؤولين الأخيار... اليمن منطقة جفاف .. ليس فيها نهر ولا تمتلك إمكانات تحلية مياه البحر.. ثروة المياه إلى انحسار.. والنظرة إلى سحابة ممطرة أهم بكثير من التأمل في وجه القمر.. غير أن الجميع يتسابق لإهدار المخزون البائس من مياه أحواض المدن والريف.. حفر عشوائي مصحوب بشكاوى من يفترض فيهم الوفاء بمسؤولية الضبط .. اهدار ما هو خاص بالشرب في خَطْب ود خضرة القات.. غالباً بأسلوب الغمر الذي لايراعي إلاً ولا ذمة في أجيال قادمة ستبدأ أولى صرخات الخروج من الأرحام بتضرع الاستسقاء. لتذكير المسؤول الخيّر.. والمواطن الشاطر... حكايتنا مع المياه حزينة، وهي في الطريق لأن تصبح تراجيدية.. ولا عجب أن نتراجع عن خطأ يرتقي إلى مستوى الخطيئة.. في دول غنية قادرة على تحلية مياه البحر مثل السعودية يتم تزويد الحنفيات بما يخفف قوة الدفع.. كما تزوّد السيفونات بقطع بلاستيكية منفوخة بالهواء للتقليل من الإهدار مع كل استخدام للحمام.. وفي مصر لفتت نظري يافطات عملاقة مكتوب عليها.. ماذا قدمت أنت للنيل..؟ كم أتمنى أن أقرأ يافطات في شوارع العاصمة تسأل.. هل تعلم أن مخزون المياه في صنعاء سينضب خلال 15 عاماً..؟!