فاجأني الزميل عبدالله الحرازي «الصحفي» بجريدة المدينة السعودية بهدية بدت من الوهلة الأولى غريبة لكنها كانت مشبعة بالمعاني والدلالات.. أكياس بلاستيكية تم تصميمها للحد من استهلاك المياه عبر استخدام سيفونات الحمامات.. قطع سباكة تخفف من الإسراف في المياه عند فتح الحنفيات.. ومما قاله عبدالله: صارت مثل هذه الأشياء أساسية في أعمال السباكة في السعودية، وتشرف على وجودها الجهة المسؤولة عن المياه.. شكرته على هديته وتذكرت مصائبنا.. بلد فقير كاليمن لايشقه نهر، ويعتمد على ماتجود به السماء في فصل واحد لا يفتقر للتذبذب، يتعامل مع المياه كما لو أنه ملتقى أنهار العالم.. حفر الآبار بصورة عشوائية لاتعترف بحدود.. والدفع بمخزون المياه الشحيح إلى مزارع القات الذي ثبت أنه البلوى وتعددت الشكوك من أنه مايزال قادراً على الفوز بلقب «السلوى» . سامحك الله ياعبدالله، وأنت تهديني أشياء وكأنك تدلق تنكة مياه باردة على وجهي!! السعودية الدولة التي تنتج ملايين من براميل النفط كل يوم تفرض وسائل لترشيد المياه المنزلية رغم قدرتها على تحلية مياه البحر، ونحن نعبث بالمياه صباح مساء رغم أن مدناً بأكملها مهددة بالعطش الشامل!!.