يشعر بجمال هذا اليوم واكتماله الإنسان الذي يحب الله ودينه ووطنه، هو الذي كانت له الوحدة حلماً وانعتاقاً وشرفاً. 22 مايو ليس رقماً في حياة اليمنيين؛ بل هو حلم تحقق بعد نضال مع الشؤم والإحباط والحسد الأسود ومستحيلات القهر والتخلف والأنانية، مايو عهد التئام الجسد وعودة الروح وصباحات المنى الماثلة. فقط 22 مايو يمثل حزناً وكآبة وسوداوية لرهانات القبح والعقد الكريهة وضجيج الرصاص المجنون الموجهة للحرية والصفاء. إن 22 مايو انتصار للإرادة الإنسانية اليمنية وانسجام مع انسياب السيول المنبثقة من سهول وجبال الشمال تشيع الاخضرار في وديان مدرم وعقان ولحج وتبن. هل يحب القطيعة إلا مريض بالحقد، تواق للشر، معجب بالبؤس والأسى؟! إن مايو ذاكرة معطرة بقدرة اليمني على التحدي واستطاعته على قهر الصعاب مهما سامقت الجبال!!. 22 مايو يتجدد فيه عهد أبناء اليمن على مواصلة العزيمة لنفح الحياة في كل شبر من أرض اليمن، حياة السلام والوئام وتصنيع مستقبل مفعم بالإشراق واحترام الذات. وبينما كانت ثورات اليمن تتراجع حيناً، فإنها تنحاز في سبيل أخذ النفس للوثبة الكبرى لإحداث سبتمر قاهر التخلف والعصور الثقيلة، وأكتوبر الغيور الذي انقض على كابوس ما وراء البحار، ليلتقي هذان الرافدان بالنور والحرية فيصنعان مايو أكسجين روح اليمن وشعائر انتصاراته وأفراحه وسعادته. وكما السعادة يُخشى عليها من الحسد، وكما الجوهرة الثمينة يُخشى عليها من اللصوص والسراق، وكما الإيمان يُخشى عليه من الارتداد والكفر، فإن خير تعويذة لمايو هو مزيد من اليقظة والانتباه بمزيد من التنمية والحرية وسحق الأنانية. وملء الفراغات بالمودة والقدرات الحقيقية الكفؤة، وتشذيب الفروع والأوراق من المتسلقين الذين لا قدرة لهم إلا الابتزاز والمصالح الأنانية الفاقعة. يا شعبنا اطبق أهداب القلب على مايو، ودعه يكون نبضك ووطن سجودك وسبيلك إلى الله، الذي يأمرك بالوحدة والتماسك وصلة الأرحام ودحر الشيطان، الذي نراه صغيراً كئيباً في مطلع هذا اليوم السعيد.