مليارات الدولارات هي فارق السعر في براميل النفط التي تنقل بشراهة إلى الخزانات الاستراتيجية العملاقة في أمريكا وأوروبا. ولقد قال زبغيتو برايجنسكي، المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي: إن حرب73 التي نشبت بين العرب والكيان الاسرائيلي الغاصب كانت خيراً بالنسبة لأمريكا والغرب، بل كانت أكبر دعم لأمريكا وأوروبا. فبفضل هذه الحرب تخزن أمريكا نفطها ليكون البديل المناسب هو هذا النفط الذي يأتي من الخليج العربي، إذ تضخ عشرات الملايين من النفط يومياً بما يشبه تجفيف في كل ثانية لنفط العرب.. والسؤال: ما هو البديل إن جفت آبار الخليج؟!. إذا كانت الفوارق السعرية تدخر الآن لاستحداث مشروعات تنموية في الخليج، فكيف ستسير هذه المشروعات عندما تعود الأسعار إلى حالتها الأولى، ثم كيف ستسير الحياة أصلاً تلك التي قامت على النفط إذا جفت منابع النفط فيما بعد؟!. بل السؤال: هل سيرضى المجتمع الخليجي إذا عاد الأبناء الذين شهدوا هذه الحياة الرخية الرغيدة إلى حياة الآباء، وهي حياة لا شك قامت على التقشف ، إذ لم يكن هناك من موارد غير التمر واللبن وبعض صيد البر والبحر، وهي الموارد التي لجأ إليها الملك فيصل آل سعود في مواجهة تهديد اليهودي كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكية عندما أكد كيسنجر أن أمريكا ستقوم بإحراق نفط الخليج وتدميره إذا استمر حبس النفط عن أمريكا!!. إذا كانت هناك من استراتيجية بعيدة المدى فهي أن تكون فوارق النفط عائدة لإنجاز مشروعات تنموية مستدامة، كتخضير الصحراء التي أثبتت قابلية للاستزراع، لتكون هذه الصحراء هي البديل لاستمرار نهضة تقوم على الاعتماد على الذات ولتعيد الثقة إلى الإنسان العربي.