كان يوم 71 يوليو 8791 ميلاداً حقيقياً لليمن الجديد. وكان انتخاب أعضاء مجلس الشعب التأسيسي بطريقة ديمقراطية في هذا اليوم الأغر لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية بداية للتحولات المحورية التي شهدها الوطن في مختلف المجالات التنموية، فقد كان أول رئيس يمني يصل إلى الرئاسة عن طريق الانتخاب ولم يصل إلى هذا المنصب الرفيع عبر دبابة أو انقلاب عسكري ويتذكر جيداً من عاش حياة ماقبل ذلك اليوم التاريخي والاستثنائي كيف كانت حياة اليمنيين ، فقد كانت المخاوف تتنازع الوطن من كل اتجاه وكانت الصراعات الدامية تتوالى سراعاً لاغتصاب كرسي الحكم، وكان كل اليمنيين يتوجسون خيفة ويتأملون في الفضاء الرحب بحثاً عن منقذ، وكانت الحياة على أرض الوطن يلفها شبح الخوف من المجهول. - إن العناية الإلهية تحرس على الدوام هذا الوطن والشعب من كوارث وويلات التمزق والشتات والفرقة وقد هيأت الأقدار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ليكون منقذاً للوطن؛ كي تتوقف مآسي وكوارث حمامات الدم والاقتتال والتناحر. وقد كان ذلك بالفعل فقد بدأ منذ اليوم الأول لتسلمه زمام القيادة ترميم التشققات التي أصابت البيت اليمني جراء الصراع السياسي على الحكم، واستطاع أن يجمع كل اليمنيين صفاً واحداً من أجل بناء الوطن ونهضته وتقدمه فقد كانت الدولة غائبة غياباً كاملاً عن تقديم خدماتها للمواطنين في مجال التعليم والصحة والطرقات والكهرباء والاتصالات وغيرها من الخدمات الأساسية. - لقد كانت البداية الفعلية لبناء دولة المؤسسات في عهد فخامته من خلال العمل على إقامة البنية التحتية لجميع الخدمات الأساسية وتوالت الخطط التنموية في مختلف المجالات حتى أصبحت معظم قرى بلادنا تنعم بها والعمل مايزال جارياً ومتواصلاً لاستكمالها في المناطق المحرومة منها واتبعت الدولة في عهده أحدث الأساليب لإيجاد تنمية شاملة على امتداد الوطن الحبيب، وعملت على استحداث نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات كأفضل آلية إدارية ابتكرها العقل البشري لإدارة العملية التنموية بنجاح وبكفاءة عالية. وهذه التجربة هي التجربة الأمثل لقيام تنمية حقيقية يشارك فيها المواطن بدور أساسي وفقاً لحاجاته الأساسية التي تمليها ظروف وتطورات الحياة. - وتواصل الحكومة بتوجيه مباشر من فخامته البحث المستمر عن أفضل الأساليب وأنضجها لإحداث تنمية سريعة في مختلف المجالات، وهذا التزام قطعه الرئيس على نفسه أمام ناخبيه في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدتها بلادنا في عام 6002. وقد تحققت أبرز المضامين الأساسية في برنامجه الانتخابي واقعاً معاشاً لكل ذي عينين، ولا ينكر ذلك إلا من كان أعمى البصر والبصيرة، فهو الرئيس اليمني الوحيد الذي استطاع أن يؤسس لاستقرار سياسي بطريقة ديمقراطية، والذي انعكس بدوره من خلال استقرار أمني لم تشهده بلادنا سابقاً على الإطلاق، وأصبحت القوى السياسية في عهده تمارس حقها الديمقراطي في التنافس على مختلف المؤسسات الدستورية عبر الاقتراع الحر دون خوف أو وجل. - لقد استكملت الدولة في عهده بناء كيانها المؤسسي، وأيضاً تمكنت من بسط هيبتها على كامل تراب الوطن وكذلك استطاعت فرض سلطتها على المتطاولين والخارجين على النظام والقانون، وقد كان إخماد فتنة الحوثيين وإنهاء المعارك ضدهم يوم أمس الأول نصراً كبيراً لدولة النظام والقانون، ويأتي هذا النصر ثمرة من ثمار يوم 71 يوليو 8791م الذي مثل بوابة حقيقية لبناء اليمن الجمهوري الوحدوي الحديث، وقد أثبتت الأحداث والتطورات التي شهدها الوطن منذ ذلك التاريخ وحتى هذا اليوم أن الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله - هو صانع التحولات المحورية والاستراتيجية في التاريخ اليمني المعاصر.