لا أعرف أن كانت أسواق عمليات التجميل أو حتى الاستنساخ البشري بإمكانها حل معضلة الشرق الأوسط، التي يعاني منها الرجال والنساء، والتي باتت تؤرق المجتمع الأسري بل وتهدد كيانه. هو يريدها نسخة من هيفاء وهبي..؟؟! وهي تريده طبق الأصل من مهند..؟!! لقد بات الأمر أشبه بموضة قصات الشعر وصبغاته وألوان المكياج، أو موضة أزياء الصيف والشتاء..! شيء ما بات يعيث في عقول الرجال والنساء، جعلهم يعيشون مراهقة مشحونة بأحلام يقظة «عبيطة».. ولنبق مع مسلسلات مركز الخلافة الإسلامية سابقاً «تركيا» والتي غزت بيوت وقلوب وعقول المشاهد العربي. بل إن المثير للدهشة والاستغراب القاعدة الجماهيرية العريضة التي اكتسبتها هذه المسلسلات وشخصياتها.. على الرغم أنها شبيهة جداً بالمسلسلات العربية؛ حيث إنها تحكي قصص حب وكره، شر وخير.. «وحرب وحُراب وغضب الرب» على قول المثل. مع فارق أن قصص الحب في الدراما التركية يعيشها أبطالها بالطول والعرض.. يعني بالمختصر على الطريقة المكسيكية وبأسماء عربية إسلامية..! مثلاً.. في الوقت الذي يمسك فيه الحبيب العربي حبيبته بطريقة تنم عن خوف وإرباك وشعور بالذنب الكبيييير.. يشبع الحبيبان التركيان نوماً في«أطرف» سرير، وهما يدعوان الله عز وجل أن يكرمهما بالولد الصالح كذكرى لهذه اللحظات الرومانسية..!! ويحق لنا أن نسأل: هل أسلوب الحب «الشفهي» في الدراما العربية فقد هيبته.. وصار الحب «التحريري» التركي أجمل وأجل..؟ هل هناك فقر عاطفي استطاعت «التركية» إشباعه.. حين عجزت عن ذلك «العربية»..؟ أم أن الفراغ الثقافي والفكري والعاطفي الذي يعاني منه «القوم» هو السبب في هذا الإعجاب اللامتناهي بهذه الدراما.. التي تعد القُبلة إياها فيها أدنى درجات الروماسية، ويمكن فعلها في أي ميكروباص أو حتى في قارعة الطريق !! عموماً يمكن أن نجد عذراً للفراغ بكل أنواعه؛ حيث ما لا يُملأ بالجيد يُملأ بالرديء، وهذا هو حال شبابنا وفتياتنا. ولكن ما لا يمكن إيجاد العذر له هو رداءة أذواق الكثير من النساء.. فكيف يمكن أن يصنف «مهند هانم» «على أنه رجل أولاً.. ووسيم ثانياً. وتبقى هذه المسلسلات تهدم كثيراً من القيم.. وفي أحسن الأحوال تهزها وتقلق ثباتها في نفوس الكثير..! وختاماً للنساء اللواتي يصدقن ويرغبن بالدلال اللامنطقي من أزواجهن عليهن بالتوجه فوراً إلى «الدنمارك» لأنهم يعرفون هناك التدليل جيداً.