عادت الحياة تدريجياً إلى مناطق التمرد الحوثي في محافظة صعدة بعد اعلان وقف الحرب في منتصف شهر يوليو الجاري. وتعمل اللجنة الوزارية الميدانية جل جهدها على تنفيذ توجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بشأن إعادة الإعمار وعودة المهجرين وتقديم كافة الرعاية الطبية والاجتماعية. وفي هذا الصدد جدد رئيس الجمهورية بالأمس دعوته لبقية عناصر التمرد في صعدة بالعودة إلى منازلهم سالمين، وهي دعوة تنم عن روح التسامح التي يتحلى بها الرئيس علي عبدالله صالح. وليس أمام من تم التغرير بهم إلا العودة كمواطنين لهم مالهم من الحقوق مثل ما عليهم من الواجبات كسائر المواطنين حتى تعود الحياة إلى مجاريها في هذه المنطقة. ولا شك بأن إطفاء الحريق الذي أشعل الأوهام يتطلب أيضاً التزاماً تاماً بمبدأ عدم تكرار مثل تلك التصرفات التي اساءت إلى أبناء محافظة صعدة وعطلت فيها مشروعات التنمية. غير أن الجهود الميدانية المنصبة حالياً في معالجة آثار تلك الحرب سوف تعيد الحياة مجدداً إلى مجاريها، حيث يبدأ العمل في تنفيذ عشرات المشروعات الخدمية والاستراتيجية وبتعاون كافة أبناء هذه المنطقة. والحقيقة لابد أن نلتفت إلى المستقبل، خاصة أن الشعوب تعمل على تعمير أوطانها وبنائها بينما يحاول البعض-للأسف- تعطيل وتيرة التنمية تارة بإثارة الحرائق وأخرى بإشعال الفتن.. فهل نتعظ ونبدأ بالالتفات إلى مستقبل الوطن؟..