تهل على أبناء الجالية اليمنية بالمنطقة الشرقية تباشير موسمية مع كل زيارة لمسئولي شركة الخطوط الجوية اليمنية للمنطقة وتلك الوعود العرقوبية التي يطلقونها مع كل زيارة لهم بقرار مجلس الإدارة تسيير خط مباشر من مطار الملك فهد الدولي بالدمام إلى محافظات الجمهورية اليمنية المختلفة. بل وكان طموحهم أيضاً أن ينافسوا شركات الطيران الدولية بتسيير رحلات مباشرة إلى دول شرق وغرب أسيا ومنذ أن توقفت رحلات شركة الخطوط الجوية اليمنية عام 1990م وحتى كتابة هذا المقال والمغتربون اليمنيون يتجرعون مشقة التنقل والرحلات المتعددة عند قرار السفر إلى الوطن الحبيب بعد غربة ومتاعب نفسية وجسدية فيشتاقون لزيارة الوطن والأهل والأحباء !.. وغالبيتهم يفضلون السفر عبر شركات النقل البري المباشرة رغم المتاعب وبعد المسافة وطول الأيام التي يقضونها في أسفارهم لكنهم يفضلونها على ذلك العذاب والتنطع في المطارات المختلفة فالمسافر القاطن في إحدى محافظات المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية الشقيقة عليه أن يشمر ساعديه ويطلق العنان لساقيه ويستعد للسهر والجهاد الأصغر إذا أراد السفر على متن طائرة الخطوط اليمنية!. فعندما يسافر إلى مدينة الرياض أو إلى مدينة جدة حيث تنطلق رحلات الطائر اليمني «اليمنية» ومن ثم إلى صنعاء وصولاً إلى محافظته ومن ثم إلى منطقته فتأخذ منه السفرية يومين أو ثلاثة أيام وهي نفس المسافة عبر الطريق البري ولكن الفرق هنا أن السفر بالطائرة يقابله عذاب وسهر وبهذلة ناتجة عن الانتظار في المطارات، بينما السفر بواسطة الطريق البري يكون أسهل، وأبسط بكثير لدى المسافر ،وذلك مقارنة مع ما يلاقيه المسافر بالطائرة اليمنية. كم هو محزن عندما تحضر إلى مطار الملك فهد الدولي وتشاهد طائرات شركات الخطوط الجوية المتعددة وهي رابضة في مطار الملك فهد الدولي حاملة أعلام بلدانها فتلتفت يميناً وشمالاً وتنظر بالأفق البعيد وأنت تبحث عن الطائر اليماني لعلك تمتع ناظريك بعلم الجمهورية اليمنية بين تلك الأعلام الرابضة في المطار فيخيب ظنك وتنكسر عيناك نحو الأرض تأسياً وتحسراً وحزناً،وتعود بخفي حنين وأنت تضرب اليد اليمنى على اليد اليسرى وتردد كلمات غير مفهومة ولا مسموعة وكأنه هذيان المجانين.. كنا قد استبشرنا خيراً عند سماعنا نبأ قادماً من سبأ يخبرنا عن نية شركتنا الوطنية الوحيدة مكرمة يمانية ، ولو حتى بثلاث رحلات في الاسبوع الواحد تزيل عنا البؤس،والشقاء وتوفر علينا السهر،والمعانة التي تصيب الأطفال الرضع والشيوخ الركع في أسفارهم عبر طيران شركة الخطوط الجوية اليمنية من مطارات الرياضوجدة ، فاليمني بطبعه غيور على وطنه وشديد الولاء لكل ما هو يمني ،ويرتبط باسم اليمن فيبحث عنه حتى ولو كان فيه نهاية لحياته فلا يهم ذلك إن كان فيه مصلحة لليمن واليمنيين. و من هنا نستطيع القول انه يوجد لدى المغترب اليمني حسٌ وطني وولاء وحبٌ للنظام والقانون أكثر من أقرانه داخل الوطن وهو ما يجعلنا نتساءل: لماذا لا تشغل شركة الخطوط الجوية اليمنية خطها المباشر من مطار الملك فهد الدولي بمدينة الدمام إلى مطارات محافظات الجمهورية اليمنية الأربع «صنعاء ، عدن ، تعز، حضرموت». نعود ونقول أن ثقتنا كبيرة بالقيادة الشابة لشركة الخطوط الجوية اليمنية بقيادة الأخ الكابتن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية الذي حسب ما نسمع عنه انه رجل المواقف الوطنية وأنه إذا وعد لم ولن يخلف وعده ، ومهمة تسيير رحلات اليمنية من مطار الملك فهد الدولي بالدمام إلى مطارات الجمهورية اليمنية الأربعة الرئيسية « صنعاء ، عدن، تعز، الريان» هي مهمة وطنية كبرى قبل أن تكون تجارية استثمارية بحتة ... الخ. وبناءً عليه فنحن مازلنا نأمل أن تفي شركة الخطوط الجوية اليمنية بوعدها وتسير رحلاتها من مطار الملك فهد الدولي بالدمام إلى المطارات اليمنية الأربعة خدمةً للوطن والمواطن اليمني ، فهل يصل نداؤنا إلى مسامع الأخ الكابتن عبد الخالق القاضي رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية فيستجيب لنداء إخوانه أبناء الجالية اليمنية بالمنطقة الشرقية ؟. إننا نتمنى أن نشاهد الطائرات اليمنية وهي تهبط وتقلع من وإلى مطار الملك فهد بالدمام «المملكة العربية السعودية الشقيقة» أسوة بطائرات الدول العربية والأجنبية التي تسهل لمواطنيها مهمة سفرهم إلى أوطانهم فهل نكون مثلهم؟