إبان الفتح الإسلامي لمصر؛ طبعت القبائل اليمنية هناك أسماءها على المدن والشوارع، فمدينة «جهينة» سميت نسبة إلى جهينة بن زيد بن قضاعة، وقد نزلت جهينة مصر مع جيش الراية بقيادة عمرو بن العاص. كما أن مدينة «الجيزة» سميت بذلك نظراً للقبيلة اليافعية التي اجتازت نهر النيل الذي كان يقف حائلاً بين جيش المسلمين وجيش الرومان. وتحمل عدد من شوارع مدينة القاهرة في مصر أسماء لقبائل يمنية، منها «شارع مراد» نسبة إلى قبيلة «مراد» التي شاركت كتيبة من رجالها في فتح مصر، وهناك «شارع همدان» نسبة إلى قبيلة «همدان» التي شاركت في فتح مصر، وتولوا حراسة المنطقة المقابلة لحصن بابليون، فعبروا نهر النيل وأقاموا هناك، وبعد استكمال الفتح عرض عليهم عمرو بن العاص الإقامة في الفسطاط، ولكنهم فضلوا أن يكون مستقرهم مكان جهادهم. ولا شك أن العمق والترابط الأخوي والتاريخي بين اليمن ومصر كان قد عبّر عنه المثل الشعبي اليمني بدلالات ومعانٍ كبيرة عندما قال: "جعفارة في مصر غبارها في دقنك".